ما هي السنة
السنة هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، ويعد هذا التعريف هو المعنى العام لتعريف السنة، حيث تم تعريفها بأكثر من طريقة، من عدة مذاهب.
وتنقسم السنة إلى: قولية، وفعلية، وتقريرية، وسنتعرف على هذا الموضوع بشكل أكبر من خلال موقع maqall.net، طالبين من المولى أن ينال إعجابكم.
محتويات المقال
ما هي السنة؟
السنة لغةً
- تُعرف السنة في اللغة: السير والطريقة سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويقول الله تعالى عن السنة: (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا).
السنة اصطلاحًا
- واصطلاحًا: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو عمل، أو تقرير.
شاهد أيضا: دعاء الابتلاء والصبر من السنة النبوية
السنة عند الفقهاء
عرف الفقهاء السنة بأنها: المندوب، أو الواجبات، ويخرج من ذلك الفرائض المنصوص عليها بنص قرآني، وذلك مثل صلاة الوتر، فقد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يتم التصريح بفرضيتها في القرآن الكريم.
السنة عند المحدثين
السنة عند المحدثين هي: ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال، أو أقوال، أو تقارير، ويشمل ذلك قبل بعثته، أو بعدها.
السنة عند الأصوليين
عرفت السنة بين الأصوليين بأنها: ما ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم، ويمكن الاحتجاج بها في الأدلة الشرعية، سواء كانت فعلًا، أو قولًا، أو عملًا.
وعند الإجابة عن سؤال ما هي السنة؟ نستطيع أن نقول هي: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، حيث يعد هذا التعريف هو المعنى العام للسنة.
أقسام السنة
أقسام السنة باعتبار ذاتها
السنة الفعلية
تعريفها: هي التي تواترت عبر الزمن وتم نقلها إلينا، وتحتوي على أحكام شرعية، مثل الحديث المروي عن ابي قتادة.
وهو: (كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – إذا كان في سفرٍ، فعرَّسَ بليلٍ، اضطجعَ على يمينِه، وإذا عرَّسَ قبيلَ الصبحِ، نصبَ ذراعَه، ووضع رأسَه على كفَّهِ).
السنة القولية
تعريفها: هي التي صدرت من الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال حديثه مع الصحابة، مثل: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلِسًا يومَ القيامةِ أحسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدَكم منِّي مجلِسًا يومَ القيامةِ الثَّرْثارون والمُتشَدِّقون والمُتفَيْهِقون. قالوا: يا رسولَ اللهِ قد علِمنا الثَّرثارين والمُتشَدِّقين فما المُتفَيْهِقون؟ قال: المُتكبِّرون).
ويعد هذا النوع من أعلى أقسام السنة المطهرة نظرًا لنصها الصريح، وكلامها القوي.
السنة التقريرية
هي ما فعلها الصحابة وصدرت منهم ورآها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعارضهم، أو ينكر عليهم ذلك، وذلك مثل ما تم رأيته من قبل عكرمة بن خالد رضي الله عنه.
حينما قال: (إنَّ عِكرمةَ بنَ أبي جهلٍ فرَّ يومَ الفتحِ فكتبتْ إليه امرأتُه فردَّته فأسلمَ وكانت قد أسلمَت قبل ذلك فأقرَّهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على نكاحِهما).
وفي هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وافق على هذا الشيء ولم يخالفه.
أقسام السنة باعتبار وصولها إلينا
السنة المتواترة
- هي السنة التي وردت برواية متواترة، أي بسند متصل من الرواة المتفق عليهم بالضبط، سواء كان ذلك في الحديث الصحيح أو الحسن أو غيرهما. هذه الأحاديث تعتبر مقبولة وتستخدم كمصدر لتشريع الأحكام الشرعية.
السنة الآحاد
- تشمل السنة التي وردت بسند ليس له متسلسل متصل (منقطع) أو رواةها غير متفق عليهم بالضبط، وقد تكون موضوعة أو ضعيفة في درجات الحديث. ورغم أن هذه الأحاديث ليست متواترة، فإن بعضها قد يكون مقبولًا في بعض الأحوال والظروف، ولكنها لا تحظى بنفس الدرجة من الثقة والاعتمادية كالسنة المتواترة.
أقسام السنة باعتبار علاقتها بالقرآن
السنة المؤكدة
- هي السنة التي تأتي لتوضيح مسألة دينية أو شرعية لم يكن معها دليل واضح في القرآن. هذه السنة تكون مؤكدة التواتر في روايتها، وتكون معروفة بشكل جيد في الأصول الشرعية.
السنة المبيّنة
- هي السنة التي توضح معاني أو أحكام من القرآن الكريم بتفصيل أو توضيح. يكون محتوى هذه السنة مبنيًا على تفسير القرآن الصحيح، وتكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمفاهيم القرآن ومقاصده.
السنة الاستقلالية
- هي السنة التي تأتي بتشريع جديد لم يكن موجودًا في القرآن الكريم. وهي تعتبر قانونًا مستقلاً يتمتع بالسلطة الشرعية المطلقة، وتعتمد على حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المسائل التي لم يشر إليها القرآن مباشرةً.
حجية السنة
ثبت في العديد من الآيات القرآنية الالتزام بالسير على السنة النبوية، ومن ضمن هذه الآيات ما يلي:
أدلّة السنة النبوية في القرآن
- (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
- (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
- (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).
- وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
- (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
أدلّة السنة النبوية في سنّة النبيّ والمعقول
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على اتباع سنته، والدليل على ذلك الحديث الشريف: “تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسَّكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه”.
أدلّة السنة النبوية بإجماع الصحابة
من أدلة السنة النبوية بإجماع الصحابة أن حضرت جدة لأبي بكر رضي الله عنها طرحت عليه سؤالًا عن نصيبها في ميراث فقال لها: لا أجد لك في القرآن الكريم شيء”، فكانت شهادة اثنين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أن نصيبها السدس، فأحكام السنة هي أحكام القرآن الكريم إلا ما قام الرسول بإصداره بخبرته وطبيعته.
اقرأ أيضا: أدعية من السنة النبوية
مكانة السنة النبوية في التشريع
سنعرض فيما يلي دلائل مكانة السنة النبوية في التشريع من القرآن الكريم:
- (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والأنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).
- (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً* وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً).
- (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ).
- (ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه).
دلت الآيات السابقة على أن السنة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، والتي جاءت لتوضيح ما أبهم في القرآن الكريم.
كيف يتم الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟
حتى يتم الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه بالشكل الصحيح لابد من إتباع ما يلي:
- الحرص على كل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في عصره.
- تجنب المنهيات، والمنكرات التي حذر منها.
- الحرص على البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بالسنة.
- الحرص على أن تنشر السنة في بقاع الأرض وفهما بالشكل الصحيح.
- معرفة الأحكام الشرعية، وفهمها بالشكل الصحيح.
ثمرات إتباع السنة النبوية
لاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثمرات لا تعد ولا تحصى، ومن أهم هذه الثمرات ما يلي:
- اكتساب رضا المولى عز وجل، ونيل محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- تعد السنة هي المنهج الذي أذا صار عليه المسلم استقرت حياته في الدنيا.
- استجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات.
- تعويض النقص، والخلل في الفرائض التي كتبها المولى على كل مسلم.
- الاستحقاق لنيل الشفاعة في يوم القيامة.
- تسلل الخشوع إلى القلب، وتمكنه منه.
- زيادة التقرب من الله.
- مضاعفة الحسنات، ومحو السيئات.
- مجاورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
شاهد من هنا: من مؤلف كتاب فقه السنة
أسئلة شائعة حول تعريف السنة
ما معنى السنة في الإسلام؟
السنة في الإسلام تشير إلى تعاليم وتوجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشمل أحاديثه وأفعاله وتقريراته وأقواله، وتعتبر مصدرًا هامًا لفهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها.
ما الفرق بين القرآن والسنة؟
القرآن هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حين أن السنة هي تعاليم وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم والتي لم تنزل بشكل مباشر، ولكنها وردت من خلال أقواله وأفعاله وتقريراته.
ما دور السنة في فهم الإسلام وتطبيقه؟
السنة تلعب دورًا حيويًا في فهم الإسلام وتطبيقه، حيث توضح السنة مسائل لم يكن لها إشارة واضحة في القرآن، وتوضح كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة اليومية.
هل يجب اتباع السنة؟
نعم، يجب على المسلمين اتباع تعاليم السنة والتمسك بها كمصدر رئيسي لفهم الدين وتطبيقه.
هل يمكن تحريف السنة؟
لا، يعتبر حفظ السنة وتحقيقها ونقلها بدقة وصدق جزءًا من حفظ الدين الإسلامي، ويجب على العلماء والمحدثين الحرص على حفظ السنة ونقلها بدقة وصدق.