متى يكون ارتفاع السكر خطر على الجنين؟
متى يكون ارتفاع السكر خطر على الجنين؟، إن الكثير من النساء يداهمهن مرض السكري المرتبط بالحمل في شهور الحمل الأولى وفي بعض الأحيان في الشهور الأخيرة أيضًا، وتتعافى الأم بمجرد الولادة إلا في حالات قليلة، وفي هذا المقال سنتعرف على سكر الحمل وأسبابه، ومتى يكون ارتفاع السكر خطر على الجنين.
محتويات المقال
كيف تحدث الإصابة بسكر الحمل؟
- يؤدي الحمل إلى تغيرات كثيرة في جسم السيدة الحامل، حيث تقوم الغدد بإفراز هرموناتها بمعدلات مختلفة في فترة الحمل.
- كما أن بعض الهرمونات يفرزها الجسم في فترة الحمل فقط، من هذه الهرمونات ما يُعرف بهرمونات المشيمة.
- كما يؤدي إفراز هذه الهرمونات إلى مقاومة الجسم لوظيفة الأنسولين.
- والأنسولين هو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، وهو المسئول عن حرق السكر في الدم، والمحافظة على منسوبه الطبيعي، وعندما تتعطل وظيفة الأنسولين.
- فإن ذلك يسبب ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم، وهو الأمر، الذي قد يسبب الإصابة بمرض السكري في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضًا من هنا: كم نسبة هرمون الحمل الضعيف وكيف معرفة قياسها ؟
ما هي أعراض سكر الحمل؟
في الغالب لا يسبب سكر الحمل أعراضًا للسيدة المصابة، لكنه في بعض الأحيان قد يسبب ظهور بعض العلامات عليها، ومن هذه العلامات نذكر ما يأتي:
- كثرة التبول، وزيادة كمية البول في كل مرة، وخاصة أثناء الليل.
- العطش الشديد المتكرر.
- الزغللة والدوخة.
- الشعور بالإرهاق.
- الشعور بالصداع بشكل مستمر.
ولسوء الحظ فإن هذه الأعراض قد تحدث للسيدات الحوامل حتى بدون سكر الحمل، مما قد يؤخر تشخيصه والحصول على العلاج المناسب.
أسباب تُزيد من فرص الإصابة بسكر الحمل
هناك بعض الأسباب التي قد يزيد توافرها من فرص الإصابة بسكر الحمل، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:
- زيادة وزن الحامل أو بدانتها المفرطة.
- وجود تاريخ وراثي لمرض السكر من الدرجة الثانية بالعائلة.
- الحمل في توائم قد يزيد فرص الإصابة بسكر الحمل.
- تقدم عمر السيدة الحامل خاصة من جاوزن سن 35 عام.
- الإصابة بسكر الحمل في مرات الحمل السابقة.
- العلاج بأدوية الكورتيزون لمدة طويلة.
- الإصابة بتكيسات المبايض.
- كلف الحمل الذي يصيب منطقة الرقبة وتحت الإبط.
ولا تتردد في قراءة المزيد عبر: فوائد أبو فروة لمرضى السكر والضغط
متى يكون ارتفاع السكر خطر على الجنين؟
في أغلب الأحيان لا يؤثر سكر الحمل على صحة الجنين وسلامته، ويولد الطفل بصحة جيدة.
وخاصة إذا خضعت الأم للعلاج المناسب، واهتمت بنظامها الغذائي وممارسة الرياضة.
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك حالات قد يتأثر فيها الجنين، وسنعرض فيما يلي متى يكون ارتفاع السكر خطر على الجنين:
وزن الجنين الزائد عند المخاض (العملقة)
إذا لم تتلقى الأم الحامل المصابة بسكر الدم الرعاية الصحية اللازمة، لضبط مستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل.
فإن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من ارتفاع السكر في دمها، ومن ثم دم الجنين، ويسبب ذلك مزيدًا من إفراز هرمون الأنسولين من بنكرياس الجنين.
يؤدي نشاط بنكرياس الجنين الزائد في إنتاج الأنسولين إلى تراكمه في دم الجنين بصورة كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى نمو حجم الطفل بشكل غير طبيعي.
وزيادة الوزن بشكل مبالغ فيه، حتى أنه قد يتجاوز وزنه 4 كيلوجرامات عند الولادة وهو ما يعرف بالعملقة.
وتعدو العملقة ظاهرة مخيفة، حيث تتأذى منها الأم في شهور حملها الأولى نتيجة ثقل الحمل، كما تتأذى الأم في الولادة.
حيث تخضع لولادة قيصرية صعبة نتيجة كبر حجم الطفل، هذا إلى جانب الأضرار التي قد يتعرض لها الطفل أثناء الولادة، ومنها مشكلات قد تصيب أعصاب الأطراف.
الولادة المبتسرة
قد يتسبب ارتفاع مستوى سكر الدم لدى الأم الحامل وجنينها في ولادة الجنين، قبل وقت الولادة الطبيعي.
وتعتبر الولادة المبتسرة خطرًا كبيرًا على صحة وحياة الجنين، حيث يكتمل نمو الرئتين لدى الجنين في آخر الحمل.
وولادته قبل الموعد يعني عدم اكتمال رئتيه، وبالتالي عدم قدرته على التنفس بدون أجهزة مساعدة، يوضع الطفل في هذه الحالة في حضانة.
حتى تكتمل رئتيه ويستطيع التنفس وحده، وقد يصعب اكتمال الرئتين إذا كان الطفل يعاني من ضعف في تكوينه الأمر الذي قد يودي بحياته.
ومن المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين في الولادة المبكرة الإصابة بمرض الصفراء.
ولحسن الحظ فإن علاج الصفراء أمرًا سهلًا، وفي الغالب لا يتأذى منه الطفل المولود إذا تم علاجه بسرعة.
انخفاض السكر عقب الولادة
نتيجة لارتفاع مستوى السكر في دم الأم خلال فترة الحمل، ووصوله إلى دم الطفل من خلال الحبل السري.
فإن بنكرياس الطفل يفرز الأنسولين بكميات كبيرة، كرد فعل طبيعي لمواجهة ارتفاع السكر في دمه.
وبعد الولادة ينفصل الطفل عن الأم وبالتبعية ينخفض مستوى السكري في جسم الطفل، إلا أن مستوى الأنسولين في دمه يظل مرتفعًا لفترة والنتيجة أن مستوى السكر في دم الجنين ينخفض جدًا.
وقد يحتاج إلى الحصول على الجلوكوز من خلال المحاليل الوريدية، لتعويض نقص السكر، ويتم فحص السكر في دم المولود بشكل يومي، حتى استقرار حالته.
البدانة وسكر الدم من الدرجة الثانية
- إن الطفل الذي يولد لأم مصابة بسكر الحمل قد يكون أكثر من غيره عرضة للإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية في مراحل متقدمة من حياته.
- كما أنه قد يصاب بالبدانة، وحتى تجنب الأم طفلها هذه العواقب عليها أن تتبع معه نظامًا غذائيًا يتسم بالتوازن، ويحافظ على وزن الطفل في المعدل الطبيعي.
- وأن تعود الطفل من صغره على عدم تناول السكريات، والوجبات الدسمة إلا فيما ندر.
- وتساعد الرياضة البدنية جنبًا إلى جنب مع النظام الغذائي الصحي على الحفاظ على وزن الجسم من الزيادة، وعلى انتظام معدلات السكر بالدم، وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
بعض الآثار الضارة الأخرى
قد يؤدي السكر إلى إصابة الجنين ببعض الآثار الضارة الأخرى، ونذكر من هذه الآثار ما يلي:
- قد يتعرض الطفل المولود لأم مصابة بالسكري لانخفاض في معدلات بعض العناصر في جسمه كالماغنسيوم والكالسيوم، وهو ما قد يؤدي لإصابة الطفل بالتشنجات في صورة نوبات.
- كذلك قد يولد الطفل مصابًا بأحد التشوهات الخلقية.
- أيضًا قد يعاني الطفل خللًا في إفرازات الغدة الجار درقية.
- في حالات نادرة الحدوث قد يموت الجنين في بطن أمه.
كما أدعوك للتعرف على: هل الالتهابات تمنع الحمل عند الرجال والنساء؟
إجراءات تساعد على خفض السكر أثناء الحمل
قد تساعد بعض الإجراءات الروتينية البسيطة في خفض مستوى السكر في الدم للأم الحامل لتجنب أثاره الضارة على الجنين وعليها.
وأهم هذه الإجراءات هي:
- اتباع نظام غذائي يشرف عليه طبيب التغذية تتجنب فيه تناول أنواع الطعام، التي تزيد من مستوى السكر في الدم.
- تنظيم جرعات الأنسولين على يد طبيب مختص والالتزام بالجرعات، ومواعيدها حسب تعليماته.
- يمكن تناول بعض النباتات العشبية التي تساهم في خفض السكر في الدم.
- الحصول على قدر كافي من الماء يوميًا.
- ممارسة الرياضة التي يسمح بها الطبيب ويعتبر المشي من أفضل الرياضات للحوامل ولا يشكل ضررًا على الحمل.
إن ارتفاع السكر من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها والتعايش معها إذا ما التزم المريض بتعليمات الطبيب فيما يخص النظام الغذائي وجرعات العلاج، والمتابعة المستمرة للسكر خلال فترة الحمل أمر ضروري لحماية الأم وجنينها.