من هم أصحاب الرس؟
ذُكر أصحاب الرس في القرآن الكريم في موضعين إحداهما في سورة الفرقان في قول الله تعالى: {وعاد وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً وكل ضربنا له الأمثال وكل تبرنا تتبيراً}، الفرقان (٣٨-٣٩)
والموضع الثاني كان في سورة ق إذ جاء قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْم نُوحٍ، وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُود وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} فهيا بنا نتعرف على من هم أصحاب الرس؟
محتويات المقال
من هم أصحاب الرس؟
الرس قرية من قرى قوم ثمود.
ومسمى الرس يطلق على بئر في دولة أذربيجان.
وهي دولة كانت ضمن دول الاتحاد السوفيتي ونالت استقلالها الآن.
وسمي هذا البئر بالرس، لأن هؤلاء القوم أغرقوا فيه نبيهم ودفنوه.
إذ بعث فيهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان، فكذبوا نبيهم، ثم قتلوه فكان هلاكهم بأيديهم.
تابع أيضا: الصحابي أنس بن مالك خدم الرسول كم سنه؟
أقوال المفسرين في أصحاب الرس
يستشهد القرطبي بالآية الكريمة في قوله تعالى:
(وعاد وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً).
ويفسر القرطبي تلك الآية واصفاً أصحاب الرس، إذ يقول هم قوم عاد الذين كذبوا نبي الله هود.
فأرسل الله عليهم ريحاً عقيمة، أهلكتهم وكذلك قوم ثمود، وهم قوم سيدنا صالح، الذين كذبوه.
فأرسل الله عليهم الرجفة، فأهلكتهم. ومعنى كلمة الرس قديماً؛ أي البئر غير المطوية.
وقد تحدث ابن عباس عن أصحاب الرس، فقال سألت كعباً عن أصحاب الرس فقال:
(أصحاب الرس هم أصحاب يس الذي قال لقومه: يا قوم اتبعوا المرسلين) سورة يونس (آية 20).
ولكن قومه غدروا به، وقتلوه وألقوا في بئر يقال لها الرس.
وقال على عن أصحاب الرس: إنهم كانوا يتعبدون شجرة صنوبر من دون الله.
فغضب منهم نبيهم، فدعا الله عليهم، فماتت الشجرة، فأطاحوا به انتقاماً منه، وقتلوه.
ثم ألقوا به في بئر، فأرسل الله عليهم سحابة سوداء، قامت بإحراقهم جزاءً لهم.
أما وهب بن منبه فقال عنهم:
إنهم كانوا قوماً ضالين، يعبدون الأصنام، وكانوا يمتلكون من المواشي الكثير، وأرسل الله لهم سيدنا شعيباً، فكذبوه وقاموا بأذيته.
وكان لهم بئر يجلسون عليها فأخذوا يتمادون في طغيانهم، ففي إحدى المرات بينما يجلسون حول البئر.
وكانوا وقتها قد وصل طغيانهم مداه، فغضب الله عليهم، ونال منهم، فخسف بهم وبديارهم الأرض.
وذلك جزاءً لهم على طغيانهم، وكفرهم، وكل هذه المقولات قيلت عن أصحاب الرس.
اقرأ أيضا: كم حديثًا روى أبو هريرة عن الرسول؟
قصة أصحاب الرس
لكن المقولة الأقرب إلى الصواب، هو ما ذكره أبو بكر محمد بن الحسن النقاش،
والذي روى أن أصحاب الرس كانوا يمتلكون بئر واسعة، يشربون منها، وترويهم، ويسقون منها زرعهم، وأرضهم، وتشرب منها مواشيهم.
فكانت كل شيء بالنسبة لهم، وكان لهم ملك عادل، يحبونه ويقدرونه كثيراً.
وكان هذا الملك حسن السيرة، فتوفاه الله، فحزنوا عليه حزناً شديداً، وبعد أيام من موته تمثل الشيطان لهم في صورته.
وقال لهم: (أنا لم أمت، ولكني اختفيت، لأعرف ماذا ستفعلون؟) فصدقوه وفرحوا به فرحاً كثيراً.
ولكنه أشترط عليهم وضع حجاب بينهم وبينه، وأخبرهم أنه خالد لا يفنى، فصدقوه ووصل بهم الأمر إلى أن عبدوه.
وللأسف فتنوا به فتنة شديدة، فبعث الله لهم نبياً يسمى حنظله بن صفوان.
وقال لهم يا قوم إنه الشيطان، هو من يخاطبكم من خلف هذا الحجاب، وأخبرهم أن يبتعدوا عنه.
وكذلك نهاهم عن الامتثال له، وعبادته، وأرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.
وكان نبي الله هذا يوحي الله إليه في نومه، ولكنهم كذبوه، واعتدوا عليه وقاموا بقتله، وألقوا بجثته في البئر.
فغضب الله عليهم، فجف ماء البئر، وخربت ديارهم، وجف ذرعهم، وأصبحوا جوعى عطشى.
وذلك بعد أن كانوا ينعمون بماء البئر وغناه، ثم أهلكهم الله عن بكرة أبيهم، وأخذ بيوتهم الجن والوحوش.
فكان لا يسمع في بيوتهم إلا صوت الضباع، والأسود وعزيف الجن.
والجدير بالذكر أن نبي الله حنظله آمن به من قومه واحد فقط، وهو عبد أسود.
فيقول ابن جرير، عن محمد بن حميد، عن سلمه، عن ابن اسحاق، عن محمد بن كعب القرظي.
أن رسول الله صلى الله عليه قال:
(أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود)
شاهد أيضا: من هم أصحاب الأيكة
أصحاب الرس في القرآن الكريم
تعريف أصحاب الرس:
- أصحاب الرس هم قوم مذكورون في القرآن الكريم في سورة الفرقان، حيث يقول الله تعالى: “وَعَادًا وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، وَقَوْمَ لُوطٍ، وَأَصْحَابَ الْرَّسِّ”(الفرقان: 38). ويُشار إلى أن “الرس” كان أحد الأماكن أو القرى التي كان يعيش فيها هذا القوم. ومع ذلك، فإن تفاصيل دقيقة عنهم في النصوص القرآنية قليلة، وقد اختلف المفسرون في تحديد موقعهم أو اسمهم.
السياق القرآني:
- لا يتوفر في القرآن الكريم تفاصيل كثيرة عن أصحاب الرس مقارنةً بقصص أخرى مثل أصحاب الفيل أو أصحاب الكهف. ولكنهم ذُكروا كمثال على أقوام عارضوا أنبياء الله وكذبوا برسالاتهم، وكانت نهايتهم هلاكاً بسبب عدم إيمانهم واستكبارهم.
أقوال المفسرين:
- بعض المفسرين يقولون إن أصحاب الرس كانوا قومًا من بني إسرائيل الذين رفضوا دعوة نبي من أنبيائهم. وقال آخرون إنهم كانوا من الأمم التي عاشت في فترة ما قبل الإسلام وقابلت هلاكًا بسبب كفرهم.
العبرة من قصة أصحاب الرس
- التمسك بالإيمان والتوحيد:
- تعكس قصة أصحاب الرس أهمية الإيمان بالله والتوحيد. إذ أن رفض دعوة الأنبياء وعدم الإيمان برسالتهم يؤدي إلى الهلاك.
- عقوبة التكذيب:
- تدل القصة على أن تكذيب أنبياء الله ومعاندتهم يؤدي إلى عواقب وخيمة. الله سبحانه وتعالى يعاقب الأمم التي تنكر رسله وتعاندهم.
- عدم اليأس من رحمة الله:
- بالرغم من أن أصحاب الرس لم يتم ذكر تفاصيل دقيقة عنهم، فإن ذكرهم في القرآن الكريم يعزز الإيمان بأن الله يعاقب الكافرين لكن رحمته واسعة ويجب على الإنسان أن يتوب ويستغفر.
- أهمية التذكير والوعظ:
- إن تذكير الناس بقصص الأقوام الذين سبقوا من شأنه أن يكون وسيلة للتذكير والوعظ، حيث يساهم في تعزيز الإيمان وتحذير الناس من اتباع سبيل الكافرين.