من الذي بنى المسجد الحرام

المسجد الحرام هو أشرف وأطهر مسجد في الكون بأكمله، يتوافد الزائرون من شتى بقاع الأرض، لزيارة المسجد الحرام وإقامة طقوس وشعائر الحج.

حيث إن الكعبة المشرفة تتوسط المسجد الحرام، والكعبة المشرفة هي المكان الذي يتم أداء طقوس وشعائر الحج والعمرة عندها.

لكن نحن جميعا نعلم من الذي قام ببناء الكعبة المشرفة، ولكن هل تعلم من الذي قام ببناء المسجد الحرام؟

عمر بن الخطاب هو من بنى المسجد الحرام

  • في عهد النبي محمد عليه السلام وعهد الصحابي أبي بكر الصديق، كانت توجد الكعبة بمفردها في هذه المنطقة.
  • ولم يكن حول الكعبة إلا بعض المساكن التي كان يقيم فيها بعض المسلمون.
  • ولم يكن هناك أي وجود لجدار يحيط بالكعبة
  • لم يكن للمسجد الحرام وجود وقتها، إلى أن أتى سيدنا عمر بن الخطاب.
    • حيث قال سيدنا عمر عليه السلام: ((إنّ الكعبة بيتٌ لله، ولابُدّ للبيت من فناء)).
  • فقرر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شراء المساكن المبنية حول الكعبة، ومن ثم قام بشراء المساكن بالفعل.
  • والخطوة الثانية قام فيها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بهدم جميع المساكن المبنية حول الكعبة المشرفة.
  • وبعد أن هدم جميع المساكن حول الكعبة المشرفة، قام ببناء المسجد حول الكعبة وشيد له جدران.
  • وبعد عهد سيدنا عمر بن الخطاب، وبالتحديد في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فعل نفس الذي قام فعله سيدنا عمر بن الخطاب.
  • حيث قام بشراء مساكن أخرى أبعد بقليل، وقرر هدمها وقام بتوسيع الجدار القديم ومن ثم اتخاذ الأروقة.
  • وفي عهد الخليفة ابن الزبير، كان المسجد الحرام في مقدمة اهتماماته، وقام بالحفاظ عليه والاهتمام بكل شؤونه الخاصة لكنه لم يقم بأي أعمال توسيعيه فيه.

للتعرف على المزيد: أين يقع المسجد الحرام 

توسعات المسجد الحرام

  • إلى أن جاء عهد الخليفة عبد الملك بن مروان فقد عمل على زيادة الحلي الخاص بها، وأيضا قام بالصرف على الميزان والسقف التابعين للمسجد الحرام.
  • وفي العصور التالية للخليفة عبد الملك بن مروان كانت التطورات من جهة الإتقان، وليس التوسع في المسجد.
  • إلى أن جاء عصر الخلافة العباسية والخليفة العباسي الذي قام بتطوير وتوسعة المسجد الحرام، هو الخليفة أبو جعفر المنصور.
  • الخليفة أبي جعفر المنصور زاد من توسعة ومساحة المسجد الحرام ضعف زيادة التوسعة التي قام بها الخليفة الأسبق له الوليد بن عبد الملك.
  • ومن ضمن التطورات التي قام بها الخليفة أبي جعفر المنصور، فقرر بناء منارة بالركن الشمالي الغربي.
  • كما أعطى الخليفة أوامر بضرورة القيام بتبليط حجر سيدنا إسماعيل عليه السلام، كما قرر وضع شباك على فوهة بئر زمزم حتى لا يسقط فيه أي أحد أو أي شيء.
  • وآخر الخلفاء الذين عملوا على توسعة المسجد الحرام هو الإمام المهدي، وذلك كان في عام 164 هجرياً.
  • عمل الإمام المهدي أن يجعل التوسع يبلغ 120 ألف ذراع، وقرر أن يجعل العرض من باب الندوة إلى باب الصفا بمثابة 304 ذراع.
  • كما عمل على أن يكون هناك توسعات بين العلمين الأخضرين الموجودين في المسعى، بين الصفا والمروة.
  • وأثناء التطورات توفي الإمام المهدي، ليأتي من بعده ابنه موسى الهادي في عام 167 هجرياً، وأكمل التوسعات والمشروعات التي بدأها أبوه.
  • وأصبحت بعد هذه التطورات الضعف بعد زيادة توسعات موسى الهادي لها.

تابع توسعات المسجد الحرام

  • وبعد عهد موسى الهادي حتى عام 281 هجرياً، لم يتم القيام بأي توسعات أخرى في المسجد الحرام.
  • وفي عهد المعتضد تم القيام ببعض التطورات والتوسع آت والترميم بالمسجد الحرام.
  • حيث أمر الخليفة المعتضد بضرورة هدم الباب الذي يطلق عليه باب الندوة، وأن يتم بناؤه كرواق من أروقة المسجد الحرام.
  • وتم إدخال عدد ستة أبواب فيها، وتم إقامة وبناء الأعمدة بها، وسقف تم تشييده من الخشب الذي يعرف بالساج.
  • كما تم تشييد عدد أثني عشرة باب من الداخل، وعدد ثلاثة أبواب لها من الخارج.
  • وطوال عصر المماليك والفاطميين والأيوبيين لم يتم التوسعة في المسجد الحرام، ولكن اقتصرت التطورات على الإصلاح والتجديد والترميم.

اخترنا لك أيضا: عدد أبواب المسجد الحرام

خصائص المسجد الحرام

  • من أهم وأعظم مميزات المسجد الحرام وخصائصه هي مضاعفة الأجر فيه.
  • حيث إن الركعة الواحدة في المسجد الحرام تساو في الأجر مئة ألف ركعة، بالإضافة لمسجدين آخرين وهو المسجد النبوي والأقصى.
  • وأيضا من يقوم بعمل ذنب داخل المسجد الحرام يضاعف له السيئات والعذاب.
    • حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ((وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)) سورة الحج الآية رقم 25.
  • أطلق على المسجد اسم المسجد الحرام في فترة ما بعد الإسلام، حيث كان قبل الإسلام يسمونه بالبيت العتيق أو البيت.
  • ومن ضمن أسماء المسجد الحرام أيضاً: البيت الحرام والبيت المعمور كما أقسم الله سبحانه وتعالى به.
    • كل هذه الأسماء جاءت ووردت في القرآن الكريم.
  • ومن هنا نثبت أن الكعبة المشرفة أقدم من حيث البناء من المسجد الحرام، فالكعبة تم بناؤها قبل الإسلام.
  • والمسجد الحرام تم بناؤه بعد الإسلام في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • يضم المسجد الحرام عدة مرافق وهي: الكعبة المشرفة وحجر إسماعيل، وبئر زمزم والصفا والمروة بالإضافة إلى مقام إبراهيم والمطاف والمسعى.

نرشح لك أيضا: عدد منارات المسجد الحرام

من الذي بنى الكعبة؟

أول من بنى الكعبة

تُعتبر الكعبة أول مسجد وُضع على الأرض، كما ذُكر في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾. وقد ذكرت بعض الأحاديث أن المسجد الحرام هو أول بيت وُضع في الأرض، حيث يختلف مفهوم “الوضع” عن “البناء”.

تباينت آراء العلماء حول من قام ببناء الكعبة؛ فقال المحب الطبري إنه لم تُبْنَ بل كانت موجودة بوضع من الله تعالى. بينما ذكر الأزرقي أن الملائكة بنَتْها قبل آدم عليه السلام. وأشار عطاء إلى أن آدم هو أول من قام ببنائها، في حين قال وهب بن منبه إن شيث بن آدم هو من بناها. أما ابن كثير، فقد ذكر أن أول من بنى الكعبة هو إبراهيم عليه السلام.

بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام للكعبة

بناء الكعبة على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هو حدث محوري في التاريخ الإسلامي، وله أهمية عظيمة في التراث الديني. هنا نظرة مفصلة حول هذا البناء:

  • الأوامر الإلهية:
    • بعد الطوفان الذي حدث في زمن نوح عليه السلام، اختفى معلم الكعبة. أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام بإعادة بناء الكعبة. فكان من المفترض أن يرفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد الكعبة من جديد.
  • رفع القواعد:
    • بناء الكعبة يشمل رفع قواعدها، كما ذكر في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. هذا يعني أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قاما بإعادة بناء الكعبة على الأسس التي وضعها الله تعالى.
  • الإبلاغ بمكان البناء:
    • كان إبراهيم عليه السلام يعلم موقع مكة ولكن لم يكن يعرف المكان المحدد لبناء الكعبة. فابتلاه الله تعالى بأن يترك زوجته هاجر وابنه إسماعيل في مكة دون طعام أو ماء، وطلب منهما الصبر. دعا إبراهيم عليه السلام الله تعالى قائلاً: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ﴾.
  • المساعدة في البناء:
    • بعد أن كبر ابنه إسماعيل، عاد إبراهيم عليه السلام إلى مكة. كانت هاجر قد توفيت، وكان إسماعيل يبحث عن رزق لأسرته. شرع إبراهيم عليه السلام وإسماعيل في بناء الكعبة، حيث كان إسماعيل يجلب الحجارة وإبراهيم يقوم بالبناء.
  • التفاصيل والبناء:
    • كان بناء الكعبة يتم وفقًا لما أوحى الله تعالى به. وقد ساعد جبريل عليه السلام في وضع الحجر الأسود في مكانه المحدد بعد أن غرقت الأرض. وقد قيل أيضًا أن الملائكة كانت تأتي بالحجارة من الجبال لمساعدة إبراهيم وإسماعيل في البناء.
  • النداء إلى الناس:
    • بعد اكتمال البناء، أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بأن ينادي الناس للحج إلى هذا البيت. هذا النداء كان جزءًا من تأكيد أهمية الكعبة كمركز لعبادة الله وتعظيمه.

إعادة بناء الكعبة قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-

إعادة بناء الكعبة قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعد حدثاً مهماً في التاريخ الإسلامي. إليك تفاصيل هذا الحدث:

  • الظروف التي أدت إلى إعادة البناء:
    • قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحوالي 5 سنوات، تعرضت الكعبة لأضرار جسيمة نتيجة السيول التي ضربت مكة. بسبب هذه الأضرار، أصبحت الكعبة بحاجة إلى إعادة بناء وصيانة.
  • الدور القيادي لقريش:
    • كانت قريش، التي كانت تحكم مكة وتعتني بالكعبة، هي المسؤولة عن إعادة بناء الكعبة. قررت قريش إعادة بناء الكعبة وإصلاحها، وجاءت هذه المبادرة في فترة ما قبل الإسلام.
  • التحديات أثناء إعادة البناء:
    • أثناء عملية إعادة البناء، واجهت قريش العديد من التحديات، بما في ذلك النزاع بين القبائل حول من سيضع الحجر الأسود في مكانه. هذا النزاع كان حاداً لدرجة أن الأمر كاد أن يتسبب في نزاع كبير بين القبائل.
  • حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في النزاع:
    • في هذا السياق، كانت معجزة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان وقتها في سن الشباب، هو من حلّ النزاع بين القبائل بطريقة سلمية. طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من القبائل أن يحضروا ثوباً كبيراً، ووضعت فيه الحجر الأسود، ثم رفعه جميع قادة القبائل معاً. بهذا الحل، تم وضع الحجر الأسود في مكانه دون وقوع نزاع بين القبائل.
  • إعادة بناء الكعبة:
    • كانت عملية إعادة بناء الكعبة تشمل تصحيح الأضرار التي لحقت بالهيكل الأساسي، وكذلك تحسين الهيكل لتلبية احتياجات المسلمين الذين كانوا يتوافدون إليها للحج والعمرة. تم بناء الكعبة على نفس الأسس التي وضعها إبراهيم عليه السلام.
  • التحضير لبداية البعثة النبوية:
    • بعد اكتمال إعادة البناء، استمرت الكعبة في كونها مركزاً دينياً وثقافياً هاماً في مكة حتى جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أتم الله به الرسالة وأصبح الكعبة مركزاً للعالم الإسلامي بفضل دعوته وتعاليمه.

أول من بنى المسجد الحرام والمسجد الأقصى

أول من بنى المسجد الحرام والمسجد الأقصى هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد سأل أحد الصحابة النبي وقال: “يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة”.

أسئلة شائعة حول بناء المسجد الحرام

ما هو المسجد الحرام؟

المسجد الحرام هو أكبر مسجد في العالم، ويقع في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. يحتوي على الكعبة المشرفة، التي هي قبلة المسلمين في صلواتهم.

متى بني المسجد الحرام؟

المسجد الحرام له تاريخ طويل. وفقاً للتقاليد الإسلامية، يُعتقد أن الكعبة كانت أول بناء وضع في الأرض، وأنها أعيد بناؤها بواسطة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. أما المسجد الحرام كمكان حول الكعبة فقد تطور عبر العصور ومر بعدد من مراحل البناء والتوسعة.

كم تبلغ مساحة المسجد الحرام؟

توسعت مساحة المسجد الحرام بشكل كبير على مر السنين. في العصر الحديث، تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 356,000 متر مربع، ويمكن أن يستوعب أكثر من مليون مصلٍ في أوقات الذروة مثل الحج.

متى تم بناء المسجد الحرام لأول مرة؟

يُعتقد أن الكعبة المشرفة، التي تعد مركز المسجد الحرام، بنيت لأول مرة على يد النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام. أما المسجد الحرام كمكان حول الكعبة فقد تطور على مر العصور.

ما هي أبرز التوسعات التي تمت للمسجد الحرام في العصر الحديث؟

في العصر الحديث، شهد المسجد الحرام توسعات كبيرة بدأت منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، واستمرت تحت إدارة أبنائه. التوسعات تشمل إضافة مساحة جديدة حول الكعبة، توسيع صحن الطواف، وبناء مرافق جديدة لتحسين الخدمات.

مقالات ذات صلة