من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟
نتناقش اليوم حول من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟ المعركة الحربية العظيمة التي تعد بمثابة أول انتصار على المغول.
حيث كسرت أسطورة انتصارهم الدائم واستبدادهم وغرورهم، حيث انتصر جيش المماليك عليهم، وتم إيقافهم عن الاستمرار في تدمير ونهب الدول الإسلامية.
محتويات المقال
أين وقعت معركة عين جالوت؟
تم تسمية المعركة بهذا الاسم كون أن المعركة قامت بين الجيش الإسلامي من جيش المماليك وبين الجيش المغولي في منطقة عين جالوت، فيما يلي نوضح أين تقع هذه المنطقة بالتحديد:
- تقع المنطقة المشار إليها في أرض دولة فلسطين، وذلك بالقرب من مدينة يطلق عليها اسم نابلس.
- وقد وقعت المعركة في هذه المنطقة في شهر رمضان، اختلفت الروايات في تحديد اليوم.
- بعض الروايات تذكر أن المعركة حدثت في منتصف الشهر يوم 15.
- والبعض الآخر يذكر أنها حدثت في يوم 25.
- وقد وقعت ودارت أحداث المعركة في خلال العام الهجري 658.
- والذي يوافق عام 1259 ميلاديًا.
شاهد أيضًا: بحث عن المعركة التي قادها سعد بن أبي وقاص
من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟
إن الفترة التي قامت خلالها المعركة، هي فترة حكم هولاكو وقيادته للجيوش المغولية بشكل عام، ولكن فيما يلي نوضح من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟
- ترك هولاكو قيادة الجيش في هذه المعركة للنائب.
- والذي يدعى كتبغا، ويعرف عنه تاريخيًا أن اسمه بالكامل هو كتبغا نوين النسطوري.
- يعد كتبغا من القادة العسكريين المحنكين، الذين ينتمون إلى قبيلة تركية تعرف باسم النايمان.
- كما عرف أنه قتل في أحداث المعركة.
- بلغ عدد الجيش المغولي تحت قيادة كتبغا في المعركة 20,000 جندي.
- وقد واجه الجيش عدد متساوي من الجنود المسلمين.
- ويجدر الإشارة إلى أن جيش المماليك الإسلامي تم قيادته برعاية 2 من القادة المسلمين المعروف عنهم القوة والبأس في إدارة وقيادة المعارك.
- وهما السلطان سيف الدين قطز والظاهر بيبرس.
الاستعداد للمعركة
- توحيد الصفوف: قطز عمل على توحيد صفوف المماليك وإصلاح الجيش بعد فترة من الاضطرابات الداخلية. قام بتنظيم الجيش وتجهيز الجنود بشكل جيد.
- التخطيط الاستراتيجي: كان قطز على دراية بتحركات المغول، ووضع خطة حربية تعتمد على التكتيك القتالي المعروف بـ “التراجع المنظم”، والذي تم استخدامه لاستدراج المغول إلى سهل عين جالوت.
- اختيار ميدان المعركة: اختار قطز ميدان المعركة بعناية، حيث كانت عين جالوت ذات طبيعة تضاريسية تناسب تكتيكات المسلمين العسكرية.
جيش المغول في معركة عين جالوت
اضطر جيش المسلمين إلى مواجهة التتار والذين يعرفون أيضًا باسم المغول نتيجة أفعال المغول السيئة في دول العالم الإسلامي، والتي نوضحها بشيء من التفصيل فيما يلي:
- بدأ المغول في الهجوم والاستبداد على دول المسلمين منذ بداية القرن 7 هجريًا.
- وذلك تحت قيادة جنكيز خان، وقد كانت دولة الخوارزميين هي أول الدول التي تم اكتساحها وتدميرها وقتل أفرادها من المغول.
- ثم انتقلت القيادة وحكم إمبراطورية وأسطورة التتار إلى مونكو خان، وذلك في عام 1251 ميلاديًا.
- وتم الاستيلاء خلال هذه الفترة على الدولة العباسية وتدميرها بنفس أسلوب تدمير الدولة الخوارزمية.
- ثم ظهر هولاكو، الذي قاد ما يقارب 120,000 جندي من جيش المغول وذهب إلى الشام.
- كما ذهب معه بعض حلفاؤه من أمراء أرمينيا وجورجيا.
- وبدأت سلسلة الاستيلاء بمدينة الحاكم محمد الأيوبي التي يطلق عليها اسم ميافارقين.
- قاوم جيش المدينة التتار لفترة عامين، وفي النهاية تمكن المغول من قتل أغلب سكان المدينة.
- كما تم قتل الحاكم الأيوبي بطريقة بشعة.
- فيما بعد اتجه الجيش المغولي تحت قيادة هولاكو إلى مدينة حلب، وحاصروا المدينة إلى أن تمكنوا من دخولها وتدميرها.
- ثم انتقلوا إلى دمشق وحينها وصل خطاب إلى هولاكو بخبر وفاة منكوخان.
- ذهب هولاكو إلى مجلس مغولي لكي يتم انتخاب الحاكم الجديد للإمبراطورية.
- وترك في دول الشام جيش من 20,000 جندي من المغول بها.
- من هو قائد المغول في معركة عين جالوت هو القائد الذي تركه هولاكو لهذا الجيش وهو كتبغا.
- دخل كتبغا برفقة الجيش إلى دولة دمشق في عام 1260 ميلاديًا.
- والتي كان يحكمها الناصر يوسف الأيوبي، وسيطروا على الدولة.
- ثم سيطروا على بيت المقدس والشوبك والكرك وغزة.
جيش المماليك في معركة عين جالوت
المعلومات عن جيش المغول توضح إمكانياتهم الحربية في السيطرة على دول المسلمين، فيما يلي نسرد المعلومات عن جيش المماليك، لكي نتفهم كيف انتصروا في أحداث معركة عين جالوت:
- حاكم دولة المماليك في فترة سيطرة جيش المغول على دمشق وكافة هذه الدول الإسلامية.
- هو المنصور نور الدين، وهو صبي لم يتخطى 15 عام بعد.
- وقد تم خلعه من منصب الحكم برعاية السلطان سيف الدين قطز.
- يعرف عن السلطان قطز أنه من المماليك البحرية، وقد قام بخلع المنصور بعد تجهيز خطط محكمة.
- والتوحد مع أمراء الدولة على مواجهة خطر المغول وخطر فرض سيطرتهم على دولة المماليك خاصًة ودول المسلمين عامًة.
- وقد أدرك السلطان الهزيمة المعنوية داخل نفوس المسلمين من جيش المغول وقائدهم.
- من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟
- هو كتبغا القائد المحنك الذي يمتلك خبرة الحرب والانتصار في مختلف المعارك.
- وقد بذل قصارى الجهود في رفع روح المسلمين المعنوية وطرد الخوف من داخلهم من جيش المغول.
- كما حاول استمالة منافسيه من دول الشام في الانضمام إلى صفه في المعركة، وقد انضم له بيبرس.
اقرأ أيضًا: من كان قائد المسلمين في معركة عين جالوت؟
بداية المعركة
- التقى جيش المماليك مع الجيش المغولي في منطقة عين جالوت.
- وقد انقسم جيش المماليك بأمر من السلطان قطز إلى فريق في المقدمة تحت قيادة بيبرس.
- وفريق آخر يختبئ في الوديان وبين التلال بقيادة قطز لكي يعمل على تنفيذ خطة الهجوم المعاكس.
- بدأت المعركة بقيادة بيبرس حيث قام هو وفريقه الصغير بتنفيذ خطة الهجوم السريع.
- والانسحاب تظاهرًا بالهزيمة المزيفة، لكي يتم سحب خيال الجيش المغولي إلى الكمين.
- وقد جهز قطز هو وفريقه الكبير الاستعدادات اللازمة للهجوم الكاسح المعاكس.
- وقد انطلت حيلة الهزيمة المزيفة على القائد كتبغا، حيث قام باختراق مقدمة الجيش.
- وفيما بعد بدأت المقدمة في الذهاب إلى الخلف وصولًا إلى منطقة الكمين.
- بمجرد وصول القائد المغولي والجيش إلى منطقة الكمين.
- خرج قطز وفريقه وقاموا بمحاصرة الجيش المغولي من كافة الجهات.
- هجم كتبغا وجيشه بشكل عنيف ولكن ألقى قطز كلمته المشهورة “واإسلاماه” وانطلق لاختراق جيش المغول.
- اضطربت صفوف المغول، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وجيش المماليك على المغول.
- كما قتل القائد المغولي في المعركة بيد العرينان بعد مبارزة بينهما.
- وكما ذكرنا من هو قائد المغول في معركة عين جالوت؟ كتبغا.
- جدير بالذكر أن جيش الممالك استخدم في هذه المعركة ولأول مرة في تاريخ المسلمين مدفعية مبدئية.
- لكي يتم إرباك وتخويف الخيالة، ولكي يتم زلزلة تنظيم المغول.
- وتم سرد المعلومات حول تركيبة البارود الذي تم استخدامه في الكتائب العسكرية في بداية القرن 14.
نتائج معركة عين جالوت
نسرد النتائج التي ترتبت على حدوث المعركة وانتصار المسلمين بها:
- هرب ولاة الجيش المغولي من دول الشام بعد انتهاء المعركة.
- ودخل السلطان قطز دولة دمشق وأعاد لأفراد الدولة الأمن.
- كما قام بتعيين ولاة في كافة مدن الشام.
- وقام بيبرس وفريق من المسلمين الشجعان بقتل المتبقي من الجيش المغولي في كافة المدن والدول الإسلامية.
- وقاموا أيضًا بتحرير الأسرى من بين أيدي المغول.
- كما أمر قطز بيبرس لكي يقوم بطرد المغول من مدينة حلب.
- وقد كانت المعركة بمثابة النهاية لإمبراطورية المغول.
- وتم توحيد دولة الشام ومصر تحت حكم المماليك لفترة تتخطى 270 عامًا.
شاهد من هنا: سورة نزلت في معركة بدر
أسباب معركة عين جالوت
- التوسع المغولي: المغول بقيادة هولاكو خان كانوا قد احتلوا أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، بما في ذلك بغداد (1258 م)، وكانت نيتهم الاستمرار في التوسع نحو مصر وبلاد الشام.
- حماية مصر والشام: بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، أصبحت مصر آخر معقل قوي للإسلام، وكانت هناك حاجة ماسة لمنع المغول من التقدم إلى مصر والقضاء على المماليك.
- الدفاع عن الإسلام: كان هناك قلق من أن المغول ليسوا فقط خطرًا سياسيًا، بل أيضًا تهديدًا للدين الإسلامي نفسه، مما جعل المعركة ذات طابع ديني وجهادي.
فتوى تجهيز الجيش
- قبيل المعركة، أفتى العلماء والفقهاء بضرورة تجهيز الجيش ودعمه بالمال والرجال لمواجهة الخطر المغولي.
- من أبرز العلماء الذين دعموا هذا التوجه كان العز بن عبد السلام، الذي أفتى بوجوب الجهاد ضد المغول، وأمر الحكام ببيع الممتلكات الفاخرة والقصرية لدعم الجيش.