لماذا يكون ري النباتات بمياه البحر ضاراً
نكشف اليوم عن لماذا يكون ري النباتات بمياه البحر ضاراً؟، حيث أن بالرغم من المشكلات الهائلة التي يعالجها الري بالماء المالح.
إلا أنه يلائم أراضي في مواقع معينة يحددها الخبراء المؤهلين لإدراك الظروف البيئية التي تؤثر على نجاح وفعالية هذا الري، دون الإضرار بالتربة أو البيئة.
محتويات المقال
مفهوم الزراعة بمياه البحر
يشير هذا المفهوم إلى استغلال مياه البحر كبديل عن المياه العذبة، وذلك بعد إجراء مجموعة تعديلات عليها لكي تلائم المحاصيل والمزروعات:
- يتم تنقية المياه المالحة المستغلة من البحر، وذلك عبر مجموعة معدات وماكينات، قبل توصيل ونقل هذه المياه إلى تربة المحاصيل.
- بعد هذه التعديلات والعمليات تتبدل المياه المالحة إلى مياه تماثل المياه الجوفية، التي تصلح للاستغلال في الزراعة.
شاهد أيضًا: كيفية زراعة فول الصويا
أسباب اللجوء إلى الزراعة بمياه البحر
تتوالى الدراسات على اكتشاف بدائل للمياه العذبة، نتيجة الانتباه إلى حدوث عجز في كميتها ونقصانها، نتيجة أن بعض المحاصيل تحتاج إلى كميات طائلة من المياه مثل الأرز:
- توصلت الدراسات إلى أنه يمكن استبدال المياه العذبة من النهر أو المناطق التي تشتمل على مياه جوفية، وذلك عبر استغلال المياه المالحة من البحر.
- خاصًة في المناطق الزراعية التي تجاور البحر أو تتواجد بمسافة نوعًا ما قريبة له، لكي لا تتوقف أعمال الزراعة.
- كذلك في الأماكن القاحلة التي ليس بها منبع للمياه العذبة أو الجوفية، وليس بها سوى البحر فقط.
- كما أن النقصان في المياه العذبة، تمثل خطرًا على حياة البشر نظرًا لكونه أساسي للحياة والصحة.
- وبالتالي مياه البحر هي الحل الذي يساهم في استدامة العملية الزراعية.
- أيضًا هناك مجموعة خبراء خلال دراساتهم أقروا بأن عملية الري بالمياه المالحة.
- قد تكون سبب في تبدل ظروف التربة، وزيادة معدل الرطوبة.
- وكذلك نسبة الأمطار، مما قد يرفع من قدر الماء العذب في المستقبل.
لماذا يكون ري النباتات بمياه البحر ضاراً
نظرًا لأن هذه الفكرة ليست مدعمة بنتائج تشير إلى مدى نجاحها في استدامة الزراعة والنمو الصحيح للمحاصيل، يجدر وضع احتمالات بأشكال الأضرار التي قد تتسبب بها، مثل:
- موت مجموعة من المحاصيل، كونها لم تتكيف مع التغذية من مياه البحر.
- نمو بعض آخر من المحاصيل، ولكنه نمو غير مكتمل، مثلًا تظهر بعض الأوراق بحجم أقل، أو تظهر بعض الثمار غير الناضجة.
- حدوث تسمم لمجموعة محاصيل، بسبب وجود جرعات مفرطة من الماء المالح في التربة.
- وجود تشققات داخل تربة المحاصيل، نتيجة قدر الملوحة المفرط في المياه، التي لم يتم التخلص منها خلال عملية التنقية بالماكينات.
- هذه الأضرار كافتها يرجع إلى أن البحر مليء بقدر طائل من الملح، وكذلك الرواسب والجراثيم التي تؤثر على نمو وصحة النباتات.
- بالإضافة إلى وجود مواد بترولية تعمل على تلويث ماء البحر، وبالتالي تلوث التربة وتبدلها إلى تربة غير ملائمة وصالحة لإنبات المزروعات.
- كذلك يوجد بالبحر مجموعة من الكائنات الصغيرة الحية، التي قد تتغذى خلال توصيلها بالتربة على شتى أوراق المزروعات.
هل كافة المحاصيل قابلة للزرع بمياه البحر؟
للاستفادة من عملية الزراعة اتكالًا على ماء البحر، ينبغي إدراك أن هناك مجموعة محاصيل تتكيف مع ماء البحر وتنمو وكأنها تتغذى بماء النهر، ومجموعة أخرى لا تتكيف:
- بعد عرض لماذا يكون ري النباتات بمياه البحر ضاراً، يمكن الانتباه إلى المحاصيل التي تتلاءم مع وجود قدر من الملوحة في ماء الري، مثل الطماطم.
- تمثل الطماطم محصول يميل إلى التغذية بماء مالح، حيث أدلت الأبحاث إلى أن المحصول يصبح أفضل بمعدل 12% عند الري بالماء المالح عن العذب.
- كما تصبح ثمارها خلال الري المالح شاملة معدلات أعلى من مضادات الأكسدة، فيتامين أ وسي.
- حيث أن الملح يزود محصول الطماطم بمجموعة عناصر يحتاج إليها خلال النمو، من معادن مغذية أو فيتامينات.
- كذلك تم اكتشاف أن هناك محاصيل تنمو تلقائيًا وطبيعيًا بالقرب من الشاطئ، ومنها الخبازة.
احتياجات الزراعة بمياه البحر
بالرغم من أن هذا الاكتشاف يمثل طفرة للتخلص من مشكلات النقصان والعجز في الماء العذب، إلا أنه صعب التطبيق ويجدر الإلمام بالمعلومات الآتية قبل استغلاله:
- إمكانيات الدولة اجتماعيًا واقتصاديًا، كونها عوامل لها تأثير على مدى نجاح من فشل استغلال الماء المالح في الزراعة.
- استعمال الماكينات الحديثة التي تساهم في تنقية الماء المالح من قدر الملوحة وتحويله إلى ماء جوفي أو عذب.
- متابعة ومواكبة التطور التكنولوجي في هذه الماكينات عبر استبدالها بالأحدث، من أجل ضمان نجاح حصاد مزروعات ناضجة وسليمة من الزراعة بالماء المالح.
- إدراك قدر الملوحة إلى تتمكن المحاصيل من التكيف عليه، وفي التالي نعرض معدلات التركيز المختلفة ونوعيات المحاصيل التي تتلاءم مع كل تركيز على حدى.
- تطبيق مشروع صغير تجريبي في المنطقة أولًا، ومتابعة نجاحه خلال عامين إلى مدة 5 أعوام.
- من ثم تقييم نجاحه لأخذ القرار بتوسيع المشروع وتطبيق مشاريع أخرى في المناطق المجاورة.
اقرأ أيضًا: مفهوم الزراعة
محاصيل حساسة لمعدل الملوحة
علميًا تركيز الملح في الماء المخصص للري يعرف “ECw”، وإن كان هذا التركيز في نطاق 450 ppm أو أدنى، فإن هذا يعتبر معدل قليل يتكيف معه شتى المحاصيل الحساسة، مثل:
- الخوخ.
- البازلاء.
- الفاصولياء.
- العدس.
- البرتقال.
- الفول السوداني.
- الفواكه المتدلية الأوراق.
محاصيل متوسطة التحمل لمعدل الملوحة
وإن كان تركيز الملوحة في نطاق 2000 ppm، فإن هذا يعتبر معدل متوسط يتكيف معه شتى المحاصيل متوسطة التحمل، مثل:
- الخس.
- القمح.
- البصل.
- السمسم.
- الفلفل.
- السورجم.
- البرسيم.
- الطماطم.
- الجزر.
- الثوم.
محاصيل شديدة التحمل لمعدل الملوحة
وإن كان تركيز الملوحة في نطاق أعلى من 2000 ppm، فإن هذا يعتبر معدل عالي يتكيف معه شتى المحاصيل شديدة التحمل، مثل:
- نوعيات من محاصيل العلف: مثل الدخن، السورجم، بنجر العلف، الرودس.
- كذلك نوعيات من محاصيل الخضروات: مثل الكرنب، البصل، الفجل، الباذنجان، الجرجير، اللفت.
- السبانخ، الفلفل، البطيخ، القرنبيط، الهليون، بنجر السكر، الكنتالوب.
- نوعيات من محاصيل الفواكه: مثل الرمان، الخروب، العنب، التين، النخيل.
- كذلك نوعيات من محاصيل الحقل: مثل الشعير، الذرة، القطن، السمسم، الأرز، الكتان، الخروع، القمح.
- نوعيات من النباتات العطرية والتي تندرج في النوعيات المستغلة طبيًا: مثل الكمون، الكراوية، الزعتر، البابونج، الشيح، الشمر، العرق سوس، البردقوش، الحنظل.
- نوعيات من نباتات الزينة: شتى أشكال الصبار، اليوكا، الجوجوبا، الورد البلدي، البامبو، رجلة الزهور، الأتربلكس، التويا، لانتانا، الدفلة، فيكس نتدا.
محسنات للتغلب على معدل الملوحة
للتغلب على شتى الأضرار التي قد تتسبب في حصولها الملوحة العالية بالماء، لا بد من الإلمام بنوعيات المحسنات التي تخفف من قدر الملوحة:
- محسنات الماء: تتشكل في مجموعة أحماض منها الكبريتيك، النتريك، ويشرف المهندس المختص على تحديد قدر الأحماض الذي يتلاءم مع المحصول.
- محسنات وإضافات للمحاصيل: تتشكل في أحماض أمينية توضع على النباتات تزيد من قدر تحملها للملوحة، مثل الكالسيوم السائل، الهيوميك أسيد.
شاهد من هنا: كيف يتم زراعة الطماطم
ختامًا إن الإجابة على لماذا يكون ري النباتات بمياه البحر ضاراً، ترجع إلى أن تركيز الملوحة يتفاوت من بحر لآخر.
ويجدر مراعاة استغلال ماء البحر مع نوعيات المحصول التي تتحمل قدر ملوحته.
وبصورة دقيقة المياه القليلة الملوحة يتراوح تركيز الملح بها بين 1000 إلى 3000، والمتوسطة بين 3000 إلى 10000، والشديدة بين 10000 إلى 35000.