ما سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم
مرت على الجزيرة العربية كثير من الأحداث قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عام الفيل من أصعب الأعوام التي مرت عليها والتي تجلت فيها عظمة الله.
فلماذا سمي عام الفيل بهذا الاسم وما الذي حدث فيه؟ هذا ما نتعرف عليه في هذا المقال فتابعونا.
محتويات المقال
ما قبل البعثة
- قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهد المجتمع الجاهلي كثير من الأحداث العظيمة.
- ومرت أحداث جليلة كتبت في التاريخ ولم ينساها العالم حتى الآن.
- ومن هذه الأحداث ما كان يمهد لبدء الدعوة الإسلامية سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
- وكان عام الفيل من أهم وأبرز الأحداث التي حدثت قبل الإسلام.
- ونظرًا لأهمية هذا العام فقد تم ذكره في القرآن الكريم وفي كثير من النصوص الدينية.
- ونظرًا لأهمية هذا العام وما مر من أحداث في هذا العام فقد تم تسمية سورة في القرآن الكريم باسمه.
- وفيما يلي سوف نتحدث عن عام الفيل وسبب تسميته بهذا الاسم.
للتعرف على المزيد: ما هو سبب تسمية جبل الرحمة بهذا الاسم
ما سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم؟
- إن السبب وراء تسمية عام الفيل بهذا الاسم هو حدوث أمر عظيم جلل في هذه السنة.
- وكان ذلك الحدث في أعظم مكان على وجه الأرض.
- حيث حدث في بيت الله الحرام (الكعبة المشرفة).
- وقد سميت هذه الحادثة باسم حادثة أصحاب الفيل.
قصة أصحاب الفيل
- ومن الجدير بالذكر أن هذه الحادثة وقعت على يد زعيم من زعماء الحبشة ألا وهو أبرهة الأشرم.
- وقد قام أبرهة الأشرم ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء وأطلق عليها اسم كنيسة القليس.
- وقد بناها حتى يتجه إليها الحجاج من كل مكان لأنه أصيب بالغيظ من الكعبة الشريفة.
- حيث كانت الكعبة هي وجهة الحجاج من جميع أنحاء العالم.
- وبناءً على ذلك فلم يكتفي ببناء الكنيسة وإنما أراد أيضًا أن يهدم الكعبة.
- ولذلك فقد أعد جيشًا عظيمًا ومده بالعدة والعتاد والسلاح.
- واعتمد في ذلك على الفيلة لكي تنقلهم وتنقل أسلحتهم وعدتهم.
- ولذلك فقد أطلق عليهم أصحاب الفيل.
- وخرج هو وجيشه والفيلة متجهين إلى مكة لكي يقوم بهدم الكعبة المشرفة.
- وذلك حتى لا يجد الحجاج مكان يقصدونه إلا الكنيسة التي بناها هو في صنعاء.
- ومن جهة أخرى فإن أبرهة الأشرم كان يركب فيل ضخم ومتجه به إلى مكة.
- ولكن هذا الفيل برك في الطريق وأناخ ورفض أن يقوم مرة أخرى.
دور عبد المطلب جد النبي ضد أصحاب الفيل
- قام أبرهة وأعوانه بسرقة مجموعة من الإبل التي تخص عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولذلك فقد اتجه عبد المطلب إلى أبرهة الأشرم لكي يسترد الإبل منه.
- وبناءً على ذلك فقد استنكر أبرهة هذا التصرف من عبد المطلب حيث إنه يهتم بأمر الإبل أكثر من اهتمامه ببيت الله الحرام أو الكعبة المشرفة.
- وكان رد عبد المطلب على أبرهة أنه هو من يملك الإبل فلابد أن يحميها.
- ولكن الكعبة الشريفة هي ملك الله وهو الأقدر على حمايتها وحفظها من أي شر.
- ثم قال عبد المطلب قصيدته الشهيرة بشأن هذا الأمر حيث قال ما يلي:
- (إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك لا يغلبنَّ صليبهم ومحالهم غدوًا محالك إن كنتَ تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدال).
كيف حفظ الله بيته الحرام من أصحاب الفيل
- وبالفعل فقد حفظ الله بيته الحرام فعندما اتجه أبرهة لهدم الكعبة جعل الله الفيل يرفض أن يتحرك أو يهدم الكعبة.
- وعلاوة على ذلك فقد أرسل الله مجموعة من الطيور تحمل كمية من الحجارة الملتهبة.
- وقد قامت هذه الطيور بقذف هذه الحجارة على رؤوس أبرهة الأشرم والجيش الذي معه والأفيال التي تحملهم.
- وقد انتهى الأمر بهزيمة أبرهة الأشرم ومن معه وإصابتهم بأذى شديد.
- قد قيل إنهم أصبحوا يعانوا من العمى وفقد البصر طوال حياتهم وظلا يتسولون الطعام طوال حياتهم بعد هذا العام.
- وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها (لقد رأَيْتُ قائدَ الفِيلِ وسَائِسَه أعمَيَيْنِ مُقْعَدَيْنِ يَستطعِمانِ بمكَّةَ).
- ومن الجدير بالذكر أن عام الفيل قد وقع في عام 570 ميلاديًا.
- وكان هذا العام من أصعب الأحداث التي مرت على العالم.
- ولذلك فقد تم تسمية هذا العام باسم هذه الحادثة.
- وأصبح هذا العام يذكر في التاريخ باستمرار حتى عصرنا الحالي ولاسيما في تاريخ الجزيرة العربية.
- وبعد مرور خمس سنوات منذ هذا العام قد تم إزالة حكم الحبشة على اليمن تمامًا.
- وتخلصت شبه الجزيرة العربية من الأحباش نهائيًا بعد ذلك.
شاهد أيضا: سبب تسمية جبل طارق بهذا الاسم
سورة الفيل
- نظرًا لعظم أحداث عام الفيل أراد الله تعالى أن يخلد ذكرى هذا العام ليصبح عبرة لجميع الخلق.
- ولذلك فقد ذكر الله تعالى هذا الحدث وهذا العام في سورة كاملة من سور القرآن الكريم.
- وقد سميت هذه السورة باسم هذا العام وهي سورة الفيل.
- وقد قامت هذه السورة بسرد جميع الأحداث التي وردت في هذا العام وتحديدًا يوم هدم الكعبة.
- وهذه السورة التي تعرف بسورة الفيل من قصار السور.
- علاوة على أنها سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة.
- أما بالنسبة لترتيب نزول السور فتعتبر سورة الفيل هي السورة التاسعة عشر.
- حيث إنها نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد سورة الكافرون وبعد نزولها نزلت سورة الفلق.
- وقد قال الله تعالى في سورة الفيل (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) صدق الله العظيم.
- وعلى الرغم من صغر هذه السورة وقصر آياتها.
- إلا أنها تحمل الكثير من العبر والمواعظ والدروس المستفادة.
الدروس المستفادة من سورة الفيل
- من أهم الدروس المستفادة من سورة الفيل هي مكانة الكعبة المشرفة العظيمة عند الله.
- وقد أوضحت هذه السورة المكانة العظيمة والمنزلة العالية للكعبة.
- وهذا ليتذكرها دائمًا المسلمون وغير المسلمين.
- وذلك لأهمية الكعبة المشرفة وقدسيتها العظيمة.
- ونظرًا لذلك فإن التعرض للكعبة بأي أذى أو تخريب يعتبر جريمة عظيمة يعاقب عليها أشد العقاب.
- ومن جهة أخرى فإن هذه السورة توضح أن نصر الله قريب ومحتم لنصرة دين الله وبيت الله الحرام.
- وعلاوة على ذلك فإنها تبين أن لكل ظالم نهاية وأن عاقبة الظلم والبغي تكون سيئة وسوف ينتصر الله منه ويعذبه عذاب شديد.
- وبالإضافة إلى ذلك فإن سورة الفيل قد قامت بتأريخ الحوادث التي تمت في عام الفيل.
- حيث كان العرب قبل الإسلام وقبل وضع التاريخ الهجري بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته يحددون التاريخ حسب عام الفيل.
- حيث كانوا عندما يتحدثون عن أي واقعة يقولون كانت بعد عام الفيل بكذا سنة أو قبل عام الفيل.
- ومن جهة أخرى يقولون لقد ولد أي شخص قبل عام الفيل بكذا سنة أو بعد عام الفيل بكذا سنة.
التمهيد للإسلام من خلال حادثة الفيل
- لقد مهدت حادثة الفيل للإسلام ولبعثة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- كما أنها كانت تشير إلى اقتراب بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- حيث إن هذه الحادثة كانت خير دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته.
- مما أدى إلى زيادة اليقين في قلوب المؤمنين والمسلمين.
- ومن جهة أخرى فهي كانت بمثابة عبرة وعظة لجميع الكفار حيث رأوا عاقبة الكفر والتكبر.
- كما أوضحت العاقبة الشديدة لمن يبغي على بيت الله الحرام وينتهك حرمته.
- وبناءً على ذلك فبدأت سورة الفيل بسؤال (ألم تَرَ) وهو فعل مضارع.
- وهذا دليل على أن لكل ظالم أو باغي عاقبة شديدة وعذاب من الله سواءً كان ذلك في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
- وهذا ما حدث لأبرهة الحبشي وجنوده والفيلة التي معه.
نرشح لك أيضا: فضل سورة الفيل
أسئلة شائعة حول عام الفيل
ما هو عام الفيل؟
عام الفيل هو السنة التي وُلد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويُعتقد أنه حدث في عام 570 ميلادي. سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الحادثة الشهيرة التي وقعت في هذا العام عندما حاول أبرهة الأشرم، حاكم الحبشة، مهاجمة الكعبة باستخدام فيل ضخم وجيش عظيم.
لماذا أراد أبرهة الأشرم مهاجمة الكعبة؟
أراد أبرهة الأشرم مهاجمة الكعبة لأن العرب كانوا يحجون إليها من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مما أضفى عليها أهمية دينية وتجارية. أراد أبرهة تحويل الحج إلى كنيسته في اليمن (القليس)، فبنى كنيسة عظيمة هناك وحاول إجبار العرب على الحج إليها بدلاً من الكعبة، وعندما فشل في ذلك، قرر مهاجمة الكعبة لتدميرها.
ماذا حدث لأبرهة وجيشه عندما حاولوا مهاجمة الكعبة؟
عندما اقترب جيش أبرهة من مكة، أرسل الله عليهم طيوراً تحمل حجارة صغيرة من سجيل (طين محروق)، فأسقطتها عليهم، مما أدى إلى هلاك الجيش وفيله. هذه الحادثة وردت في القرآن الكريم في سورة الفيل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ).
ما أهمية عام الفيل في التاريخ الإسلامي؟
عام الفيل له أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي لأنه العام الذي وُلد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الحادثة تُعتبر أيضًا علامة على حماية الله للكعبة والمكانة المقدسة لمكة المكرمة.