لماذا سميت سورة يس بهذا الاسم؟
تعتبر سورة يس هي السورة ٦٣ في الترتيب العثماني، بينما هي السورة ٤١ من حيث ترتيب النزول، وتحتوي على ٨٣ آية قرآنية، وهي من السور المكية التي تم نزولها على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وقد تحدثت السورة عن بعض المواضيع المختلفة، وسنوضح في هذا المقال لماذا سميت سورة يس بهذا الاسم؟ تابعوا معنا.
محتويات المقال
أسباب نزول سورة يس
لقد بدأت السورة بحروف يس وهي تدل على مدى إعجاز القرآن الكريم والذي قام فيه الله عز وجل بتحدي الكافرين إن استطاعوا أن يأتوا بمثله، ولكنهم لم ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك، ولا يعلم معنى هذه الحروف غير الله عز وجل، وتعرف هذه السورة بقلب القرآن الكريم.
ولقد ورد في بعض كتب التفاسير أن لكل سورة مناسبة أو سبب معين، وذكر عن سبب نزول سورة يس أنه عن أبي سعيد الخدري قال:” كان بنو سلمة في ناحية من المدينة.
فأرادوا أن ينتقلوا إلى مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتركوا ديارهم فنزلت هذه الآية”،” إنا نحن نحب الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”.
كما أن هناك بعض الآيات التي تم نزولها في أبي بن خلف عند مجيئه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عظم بال فقال له متهكمًا مستنكرًا أن الله يحيي الموتى يوم البعث.
حينها قال له سيدنا محمد:” نعم، ويبعثك ويدخلك في النار”، حينها أنزل الله سبحانه وتعالي هذه الآيات ردًا عليه وعلى كل من يشك في البعث والنشور.
وتعني الآية أن الله عز وجل هو الذي خلق الخلق من العدم وهو ذاته القادر على إحياء الموتى مرة أخرى، وهو الوحيد القادر على إنبات الشجر وإنزال المطر وخلق السماوات والأرض.
اقرأ أيضاً: فضل سورة الشمس والليل
سورة يس
لقد نزلت سورة يس بالكامل في مكة المكرمة ما عدا آية واحدة تم نزولها في المدينة المنورة.
واختلفت المواضيع التي تحدثت عنها السورة، فقد تناولت الإيمان بأن الله هو القادر على البعث والإحياء.
وتحدثت عن الأدلة والبراهين التي أثبتت وحدانية الله عز وجل.
وتحدثت السورة أيضًا عن بعض المواضيع التي تم ذكرها في سورة فاطر، مثل الظواهر الكونية.
وتناولت أحوال المشركين كما ذكرت أصحاب القرية أيضًا.
سبب تسمية سورة يس بهذا الاسم
لم يتم ذكر تسميات لسور القرآن الكريم في القران أو في الأحاديث النبوية، فقد تم تسمية كل سورة باسم حتى يمكن التمييز بينهم.
وذلك بعد جمعهم في المصحف، وتم تسمية السور بعد اجتهاد أصحاب النبي رضى الله عنهم.
وسميت كل سورة تبعًا لما جاء بها من قصص أو مناسبة، أو تبعًا لما تبدأ به كل سورة.
وتم تسمية سورة يس بهذا الاسم نتيجة لبداية السورة بلفظ يس، كما أنها السورة الوحيدة التي تم ذكر لفظ يس بها لهذا تم تسميتها بهذا الاسم.
كما أن الربع الأخير من القرآن الكريم سمي بربع يس وذلك لأنه يحتوي على هذه السورة.
اخترنا لك: فضل حفظ سورة البقرة
فضل سورة يس وأسرارها
- كل سورة في القرآن الكريم لها فضل عظيم، ومن الضروري على كل مسلم أن يستمر على قراءة هذه السورة من أجل أخذ فضلها.
- وسورة يس مثل أي سورة في القرآن الكريم من يقرأها يأخذ الثواب والفضل، كما أن لها فضل ينطبق على كافة السور.
- وهناك الكثير من الأحاديث التي أثبتت فضل سورة يس، وأكثرها أحاديث موضوعة ليس لها أي سند لذا لا يجب ذكرها.
- لهذا السبب يجب على المسلم أن يداوم على قراءة جميع سور القرآن الكريم من ضمنهم سورة يس.
- حتى ينال الثواب والأجر العظيم دون أن يخصص سور بعينها.
- وهناك بعض الأحاديث التي تحدثت عن فضل سورة يس.
- مثل الحديث الذي يذكر أنه عند قراءة سورة يس بعدد معين فتكون هذه سبب من أسباب استجابة الدعوة.
- ولكن هذا الحديث باطل، ولا يجب الأخذ به لأنه بدعة وكل بدعة ضلالة.
- كما أن هناك بعض الأحاديث الواردة التي تقول أن لكل شيء قلب وقلب القرآن هو سورة يس.
- لذا من قرأ سورة يس فيكتب الله عز وجل له أجر قراءة القرآن عشر مرات، ويعتبر هذا أيضًا غير صحيح ولا يجب الأخذ به.
- كما أنه تم ذكر عدد كبير من الأحاديث الأخرى عن فضل سورة يس.
- منها: من قرأ سورة يس فتهون على المرء سكرات الموت، ولا يجب تداول أو الأخذ بهذه الأحاديث.
- بل من المهم الالتزام بقراءة سورة يس بنية أخذ الثواب والفضل ومن أجل التمعن في آيات السورة ومعانيها.
- سورة يس تهذب النفس وتعطيها طاقة إيمانية عظيمة، لتتحدث سورة يس عن بعض القضايا المهمة في الإسلام.
- مثل حديثها عن قصة أصحاب القرية، فهذه القصة بها الكثير من العبر التي تجعل قلب المؤمن يلين ويجعله ثابت على توحيد الله عز وجل.
المواضيع التي تناولتها سورة يس
- تحدثت السورة في البداية عن صدق الوحي وعن صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته.
- ثم تحدثت عن كفار قريش والذين استمروا في كذبهم وتضليلهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر الذي تسبب في وقوعهم في عذاب الله الذي يستحقونه.
- بعدها تم الانتقال إلى قصة أصحاب القرية الذين كذبوا الرسل الذين آتوهم ولم يؤمنوا بالله عز وجل.
- وحذرت السورة بشكل عام من يكذبون الرسل أنهم سوف يواجهون العذاب الأليم.
- بعد ذلك تحدثت السورة عن حبيب النجار الداعية المؤمن الذي كان يدعو قومه من أجل الإيمان بالله وحده وعبادته لا شريك له.
- ولكنهم استمروا في كفرهم وطغيانهم، بالإضافة إلى قتلهم له ولكن الله أدخله الجنة نتيجة لدعوته وعلى صبره على أذيتهم.
- وعاقب الله عز وجل قومه نتيجة لظلمهم واستكبارهم في الأرض.
- وذكرت أيضًا السورة صور وحدانية الله عز وجل والتي توجد في الكون، حيث أن الأرض كانت جرداء ولكن الله أحياها مرة أخرى.
- كما ذكر ظاهرة الليل الذي يأتي منه النهار وبعدها يتحول إلى ليل دامس.
- وتحدثت أيضًا عن الشمس ونورها الساطع والتي تسير في فلك ثابت لا يتغير أبدًا.
- بعد ذلك تحدثت السورة عن يوم القيامة والبعث والنشور بعد الموت، وتحدثت عن أهل الجنة وأهل النار.
- وذكرت الفرق بينهما وأن كل منهم يأخذ جزاء أفعاله.
- وانتهت السورة بالتحدث عن البعث والجزاء، وتم ذكر جميع البراهين التي تدل على هذا.
قد يهمك: سورة الإسراء مكية أم مدنية
الدروس المستفادة من سورة يس
- تم وصف إعراض المشركين ورفضهم لتلقي الإسلام وعدم إيمانهم بالله عز وجل ورسوله الكريم.
- تحدي القرآن الكريم بالحروف المقطعة وبالقسم.
- تحقيق الرسول صلى الله عليه وسلم لرسالته وأنه فضل الدين الذي أنزله الله عز وجل لإبلاغ الناس به.
- وذلك حتى يفوزوا في الدنيا والآخرة.
- تم ذكر الفرق بين فريقين مختلفين، أحدهما مصدق بدين الله، والآخر معرض ومكذب.
- وكذلك ذكر حال كل منهم في النهاية.
- كما ذكرت السورة نداء الحسرة على العباد الذين لم يؤمنوا برسول الله وكذبوه واستهزأوا به غير مدركين بمصير المكذبين.
- وغير مدركين لنهايتهم والعذاب الذي سوف يلقونه نتيجة لكفرهم.
سورة يس سميت بقلب القرآن لعدة أسباب ترجع إلى أهميتها ومكانتها الخاصة في القرآن الكريم:
- أهمية سورة يس: تُعتبر سورة يس من السور المهمة في القرآن، وقد روي عن النبي محمد ﷺ أنها “قلب القرآن”، مما يعكس مكانتها الخاصة.
- الحديث النبوي: وردت أحاديث نبوية تُشير إلى فضل سورة يس. من هذه الأحاديث، حديث رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس”، وعلق عليه الترمذي بقوله: “هذا حديث حسن غريب”، مما يدل على تخصيص سورة يس بمكانة خاصة.
- معانيها العظيمة: سورة يس تحتوي على معاني عظيمة تتعلق بالتوحيد، والبعث، والتأكيد على رسالة النبي محمد ﷺ، مما يعزز مكانتها في النصوص الإسلامية.
- المسؤولية والالتزام: تعالج السورة موضوعات أساسية في الإسلام، مثل الإيمان بالله، والبعث، وتحديات الكفار، مما يجعلها محورية في الرسالة القرآنية.
- الاعتقاد الشعبي: يُعتقد أن قراءة سورة يس لها تأثيرات خاصة، ولذا يُحرص المسلمون على تلاوتها بانتظام، مما يعزز تسميتها بـ”قلب القرآن” في الثقافة الإسلامية.
أسرار سورة يس لقضاء الحاجة
سورة يس تُعتبر ذات تأثير خاص في العديد من الأمور، وقد اعتبرها البعض ذات فوائد روحانية وقوة في قضاء الحاجات:
- البركة والراحة: تُعتبر قراءة سورة يس سببًا للبركة والراحة، خاصة عند قراءة السورة بنية قضاء حاجة.
- تسهيل الأمور: يُعتقد أن قراءة سورة يس بانتظام أو عند الحاجة إليها يمكن أن يساعد في تسهيل الأمور وتحقيق الأهداف.
- الاستشفاء: تُستخدم سورة يس في الرقية الشرعية، وقراءتها يُعتقد أنها تسهم في العلاج والشفاء من بعض الأمراض.
عجائب سورة يس
سورة يس تحتوي على العديد من العجائب والآيات التي تُبرز عظمة الله وقدرته:
- إعجاز التوحيد: تبرز السورة بشكل واضح توحيد الله وقدرته على خلق الإنسان والبعث بعد الموت.
- المعجزات النبوية: تحتوي السورة على قصص تُظهر معجزات النبيين وأحداث تدل على تأييد الله لرسله.
- التركيز على الرسالة: تسلط الضوء على حقيقة الرسالة النبوية وأهمية الإيمان بالآخرة.
فضل قراءة سورة يس يومياً
- تعزيز الإيمان: قراءة سورة يس يومياً تُعتبر وسيلة لتعزيز الإيمان وتذكير النفس بتوحيد الله وبعثة النبي محمد ﷺ.
- البركة والهدوء: يُعتقد أن قراءة السورة بانتظام تجلب البركة والهدوء في حياة المسلم.
- قضاء الحاجات: قراءة سورة يس يومياً يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق الحاجات وتسهيل الأمور، بناءً على ما يعتقده بعض المسلمين من تأثيرها الإيجابي.
- الشفاء والعلاج: قد تكون قراءة السورة يومياً سبباً في الاستشفاء والعلاج من بعض الأمراض أو المشاكل الصحية.
أسماء سورة يس
وجد بتفسير الطنطاوي رحمه الله أن سورة يس اطلق عليها أسماء مختلفة مثل: المدافعة – المعمّة – القاضية، وقيل أنه اطلق عليها هذا الاسم لأنها تشمل قارئها بالخير في دنياه وآخرته، وأنها تدافع عنه وتحميه من الشرور، كما وتقضي له حاجاته بإذن الله تعالى.
أسئلة شائعة حول سورة يس
ما هي سورة يس؟
سورة يس هي السورة رقم 36 في القرآن الكريم، وهي مكية، وتعتبر من السور ذات المكانة الخاصة في الإسلام.
لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟
سورة يس سُميت (قلب القرآن) بناءً على حديث عن النبي محمد ﷺ، حيث يقال إنها تتناول معاني القلب والجوهر في الرسالة الإسلامية وتبرز الأهمية الكبرى للإيمان بالله ورسله.
ما هي فضائل قراءة سورة يس؟
البركة والتيسير: قراءة سورة يس تُعتبر ذات تأثير في تحقيق الأهداف وتيسير الأمور. الشفاء: يُعتقد أن قراءة السورة يمكن أن تكون سبباً للشفاء من الأمراض. القضاء على الحاجة: يُشاع أن قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة يمكن أن تكون مجابة.
هل قراءة سورة يس يومياً مستحبة؟
قراءة سورة يس يومياً ليست من السنن الثابتة ولكنها تُعتبر ممارسة محببة لدى بعض المسلمين لأغراض البركة والتذكير بالإيمان. هناك بعض الأحاديث التي تشير إلى فضل قراءة السورة بانتظام، ولكنها ليست محددة بقراءة يومية.
هل هناك أدعية معينة مرتبطة بسورة يس؟
بعض المسلمين يقرأون سورة يس في أوقات خاصة أو قبل أدعية معينة لطلب البركة والتيسير. لكن يُفضل دائماً الرجوع إلى الأدلة الشرعية للتأكد من كيفية استخدام السورة في الدعاء.