هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا
يتعرض الكثير من الناس للظلم، سواء في مجال العمل، أو الدراسة، أو في العلاقات الاجتماعية، والكثير من مناحي الحياة، ويبدو موقف الظلم قاسيًا ومرًا للغاية، ويتساءل من وقع عليه الظلم هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا، وبالفعل سنوضح ذلك من خلال هذا المقال، وعبر موقعنا maqall.net.
محتويات المقال
هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا
الظلم ظلمات يوم القيامة، والله سبحانه وتعالى لا يرضا بالظلم، فهو من الكبائر، وحذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم، والنقاط التالية توضح كيف يتوعد الله للظالمين:
- الانتقام من الظالمين في الدنيا قد لا يكون ملموسًا، فقد نجدهم يعيشون ويموتون.
- وهم في أحسن حال، ولكن الله يتوعد لهم بما هو أخطر وأعظم انتقامًا.
- وهو إضلالهم عن الهداية، ليذوقوا وبال أفعالهم في الآخرة.
- وكل ظالم له يوم، وسوف نرى عاقبة الظالمين في الدنيا والآخرة.
- فدعوة المظلوم لا ترد، وهذا في حد ذاته يريح النفس.
- بأن الله سيأخذ حقنا مهما طال الانتظار.
- يقول الله سبحانه وتعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًاعَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).
- ومن لم يرى انتقام المظلوم في الدنيا، فعليه ألا يعتقد بأن الظالم قد فلت من العقاب.
- بل أن الأصل عند المسلمين التركيز على عقاب الآخرة، وليس عقاب الدنيا.
- فعقاب الدنيا لا يتساوى مع عقاب الآخرة، فهو العقاب الأشد.
- وأي عقاب في الدنيا مهما عظم فهو صغير جدًا.
شاهد أيضًا: دعاء على الظالم
عقاب الظالمين في الدنيا
يعاقب الله الظالمين في الدنيا على أفعالهم، ويمنحهم الفرصة ليتوبوا عن أفعالهم، ويعتقد البعض أنهم لم يعاقبوا في الدنيا على أفعالهم، إلا أن عقابهم يكون كالتالي:
- يحجب الله عنهم نور الهداية، ويحرمهم الهداية، فيضلون عن الهداية، ويكون عقابهم أكبر.
- وخسرانهم أعظم، وهو عقاب الآخرة، والذي توعد به الله سبحانه وتعالى.
- والدنيا عقابها أهون وأقل كثيرًا من عقاب الدنيا.
- يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شرباء ماء).
- الله سبحانه وتعالى يعاقب الظالمين ليكونوا عبرة لغيرهم.
- فالله سبحانه وتعالى قادرًا على أن يخسف بهم الأرض.
- إلا أن هناك فرق بين الوعيد القطعي الحتمي للظالم.
- وبين إصابة الظالمين بقليل من العذاب ليكونوا عبرة لغيرهم.
صور من جزاء الظالمين في الدنيا
أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن جزاء الظالمين في الدنيا، وكيف أنه أهلكهم بظلمهم، وفيما يلي الإجابة عن هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا:
- جزاء فرعون مصر، والذي أفسد في الأرض، وظلم أهل مصر، فقد انتقهم الله منه في الدنيا.
- حيث قال تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُم مِّنَ المَقْبُوحِينَ).
- وقوم ثمود الذين ظلموا وأفسدوا في الأرض، فكان عقابهم.
- كما ذكره الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة التالية: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).
اقرأ أيضًا: اللهم انتقم من الظالمين وأرنا فيهم عجائب قدرتك
تعريف الظلم
الظلم هو تجاوز الحد الذي وضعه الشارع، ووضع الأمر في غير الموضع الذي شرعه الله عز وجل، وكل ذنب يعصي أوامر الله فهو ظلم، وكل أمر به عدوان على حق الغير فهو ظلم، وإن كان شرك بالله فهو ظلم للنفس.
أنواع الظلم وجزاءه
أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنواع الظلم، وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى سيجازي كل من ظلم، وذلك كما قال رسولنا الكريم في الحديث الشريف التالي:
- (الظلمُ ثلاثةٌ؛ فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ، وظلمٌ يغفرُهُ، وظلمٌ لا يتركُهُ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ، قال اللهُ: إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضهمْ بعضاً حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ).
هل حقًا دعاء المظلوم مستجابة؟
تعهد الله سبحانه وتعالى بأن يستجيب للمظلوم، حتى وإن كان الدعاء من شخص كافر، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أتقو دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنها ليس دونها حجاب).
المراحل التي يمر بها الظالم
يعتقد البعض أن الله سيعاقب الظالم بعد ظلمه مباشرة عقابًا سريعًا، ولكن الظالم يمر بأربعة مراحل، وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: وهي مرحلة “الإهمال والإملاء”، وفيها يهمل الله الظالم مدة قبل العقاب.
- لعله يتوب، أو يتراجع عن فعله، فيقول الله سبحانه وتعالى: ((وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين).
- المرحلة الثانية : وهي مرحلة الاستدراج.
- وهي مرحلة التي تتفتح الدنيا فيها على الظالم.
- وتبسط عليه اللذات، ويعطيه الله ما يطلب.
- وذلك لوقت معين، ثم يشتد عقابه، يقول الله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ).
- المرحلة الثالثة: وهي مرحلة “التزيين”.
- وفيها يموت قلب الظالم فيرى ظلمه حسنًا، ويقول الله تعالى: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ).
- المرحلة الرابعة: وهي مرحلة “الأخذ”، وفيها تنزل العقوبة من الله على الظالم.
- وتكون شديدة جدًا، فيقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
شاهد من هنا: ربنا ينتقم من كل ظالم
تحريم الظلم
- حرم الله عز وجل الظلم على نفسه وحرمه أيضا بين الناس، ففي احدى الاحاديث القدسية يقول: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا.
- والظلم هو أن يتجاوز شخص الحدود الذي وضعها المُشّرع، وهو ان يضع شخص أمر في غير موضعه المحددة بالشرع.
- يجب العلم أن معصية الله تعالى وعدم تنفيذ أمره في شيء ما يتعبر ظلم، لكن في حالة إذا كان هذا الشيء يضر بأحد، فإن ذلك يعتبر ظلم له، وفي حالة إذ لم يتضرر أحد بهذه المعصية كالشرك بالله فإن الظلم يكون للنفس.
- وبالجدير ذكر أن البعض يطرح سؤالًا لمعرفة ما صحة حديث لا يموت ظالم حتى ينتقم الله منه، وفي الحقيقة هو ليس بحديث من الأصل إنما هي أقوال يتداولها البعض فيما بينهم عند الحديث عن الظلم.
دعاء المظلوم
عاهد الله تعالى الناس بأن يستجيب دعاء المظلوم ولو كان مشرك، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجاب.