بماذا أهلك الله قوم صالح
بعث الله لكل الأقوام أنبياء ورسل من قومهم ينذرونهم بكفرهم ويدعونهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، والبعد عن الأوثان، والأصنام، والكفر، فكلاً منهم كان يبدأ في القول لقومه أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، ومن هؤلاء الأنبياء نبي الله صالح الذي بُعث في قومه ثمود فيقول الله تعالى:
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُون)، لذلك على Maqall.net سنتناول بماذا أهلك الله قوم صالح، فتابعونا.
محتويات المقال
قبيلة ثمود وموقعهم
- قوم صالح هم قوم ثمود، وهم من الأقوام العربية التي كانت تمكث في مكان يسمى الحِجر.
- وتلك المنطقة كانت تتواجد ما بين الحجاز وتبوك، وقد أطلق على قوم ثمود ذلك الاسم نسبةً لجدهم الأكبر ثمود أخي جديس.
- والجدير بالذكر أنهم قد أتوا بعد قوم عاد، الذين بعث فيهم نبي الله هود عليه السلام.
- وقد كانوا مثلهم كفرة يشركون بالله، ويعبدون الأصنام.
- أما قوم ثمود فقد أرسل الله فيهم سيدنا صالح، بن عبد، بن ماسح، بن عبيد، بن حاجر، بن ثمود.
- فكان يرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وينهاهم عن عبادة الأصنام، ويقول لهم إنه لإثم عظيم.
- فآمن معه القليل منهم، أما الأكثرية فلم تقتنع بما يقوله ثمود، وكانوا يتحدثون عنه أو يحاولون أذيته بالكلام أو بالفعل.
- حتى جاءهم الله بمعجزة الناقة لكي يؤمنوا، لكن كفرهم كان قد استولى على قلبهم.
- وليس ذلك فحسب بل خالفوا أمر الله كما سنرى في القصة بالتفصيل.
- وعندها غضب الله عليهم غضبة شديدة وأخذهم أخذة عزيز مقتدر جزاء كفرهم وتكبرهم على الله.
للتعرف على المزيد: قصة النبي صالح عليه السلام
ناقة صالح عليه السلام
- أرسل الله سيدنا صالح إلى قوم ثمود لكي ينهاهم عن عبادة الأصنام، ويعبدوا الله الواحد الأحد وقد كانوا قوماً جبارين.
- يتباهون فيما بينهم بثرائهم، وقوتهم، وكان سيدنا صالح فيهم من الحكماء، إذ كانوا يحترمونه بشدة.
- وذلك إلى أن بعثه الله فيهم لكي ينذرهم بالحق، ولكنهم أبوا أن يؤمنوا وأخذتهم العزة بالإثم وكذبوه.
- ثم طلبوا منه أن يؤمنوا مقابل أن يأتي لهم ببرهان على دعوته.
- عندها أوحى الله لسيدنا صالح أن يقول لهم أن يخرجوا إلى إحدى الهضاب في الأرض.
- فلما ذهبوا إلى تلك الهضبة أشار إليهم سيدنا صالح.
- فنظروا إليها فرأوا أن تلك الهضبة تتمخض، وتتحرك وكأنما هي تلد مثلما تلد المرأة.
- ثم كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن تخرج من تلك الصخرة ناقة.
- عندها قال لهم سيدنا صالح عليه السلام:
- (هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله).
- وكذلك قال:
- (هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم).
- وأيضاً قال لهم:
(ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم).
ماذا فعل قوم ثمود عندما رأوا الناقة؟
- فقد كان لهم يوماً يشربون فيه، ولها يوماً تشرب فيه، وتهب لهم لبنها من عند الله سبحانه وتعالى.
- ومر الوقت إلى أن وسوس الشيطان لقوم ثمود بقتل الناقة فاجتمعوا فيما بينهم على قتلها.
- وبالفعل قاموا بقتلها لكي يحصلوا على ماء البئر وحدهم ويستريحوا من شربها من ماء البئر.
- فقال الله تعالى: (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم).
هلاك قوم صالح
- عندما قام أهل ثمود بتلك الفعلة الشنيعة نالوا واستحقوا عذاب الله سبحانه وتعالى الذي حذرهم الله منه.
- وقد انذرهم سيدنا صالح بأن العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيام.
- فيقول الله تعالى:
- ( فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب).
- لكن قومه استهزأوا به، ولم يصدقوه، بل كذلك أرادوا أن يفتكوا به كما فتكوا بالناقة.
- فقام الله سبحانه وتعالى بإرسال الحجارة على من كانوا يودون قتل نبي الله صالح قبل أن يلحق العذاب بباقي قومهم.
- وجلس قوم ثمود ينتظرون ما وعدهم به سيدنا صالح لمدة ثلاثة أيام، حتى جاءهم العذاب على شكل صيحة.
- ترجف لها القلوب، وتضم لها الآذان، آتية من السماء زلزلتهم من تحتهم.
- فخرجت أرواحهم ولم يتحركوا أبداً بل أصبحوا جثثاً هامدة داخل منازلهم فقال الله سبحانه وتعالى:
- (فأصبحوا في ديارهم جاثمين).
- وفي الحقيقة فإن العذاب الذي نزل بقوم ثمود قد تم التعبير عنه في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
- فقد جاء مرة بتسمية الصيحة، وفي مرة أخرى جاء باسم الرجفة، وفي مرة ثالثة جاء باسم الطاغية، وفي الرابعة باسم الصاعقة.
- وفي الحقيقة فإن كل تلك المصطلحات شديدة الشبه ببعضها البعض، إذ أنه لا يوجد أي تناقض بينهما.
- بل أن جميعها تشير إلى مدى العذاب الذي عاناه قوم ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام.
اخترنا لك أيضا: قصة النبي صالح للأطفال
الدروس المستفادة من قصة قوم صالح
في الحقيقة فإن قصة قوم ثمود تحوي العديد من العبر والعظات التي يمكن أن نستفيد منها ونتعلم منها الكثير الكثير كالآتي:
- فنتعلم من قصة قوم ثمود؛ أن ما قام به سيدنا صالح عليه السلام مع قوم ثمود رغم استهزائهم به، وأذيتهم له يدل على قوة إيمانه.
- فكان سيدنا صالح شديد الإصرار على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولم يلن لحظة واحدة بسبب ما فعله به قومه.
- بل زاده ذلك ثباتاً على ثباته، فقام ببذل كل ما في وسعه لكي تصل دعوة الله.
- كذلك فنتعلم من القصة أن خير القوم هم من يعتبرون ويتعظون مما يفعله الظالمين، كقوم ثمود، وقوم هود والكثير من الأقوام.
- فمنهم من أنزل الله بهم الخسف، والموت، والدمار، فهم عظة ينبغي أن نتعظ بهم، ونعتبر بما قاموا بفعله، وكيف كانت عاقبتهم.
- أيضًا نتعلم من قصة قوم ثمود أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد لعبده الإيمان وهبه قلباً شجاعاً مقداماً.
- بل جعله لا يخاف ولا يهاب شيئاً وبث في قلوب أعدائه الرعب.
- كذلك تعلمنا من تلك القصة أنه ينبغي على الإنسان أن يستخدم ما من الله به تعالى عليه في إرضائه.
- بل الحمد والشكر على نعمة يومه، وإلا فإنها تصير عليه نقمة.
- علاوة على ذلك فإنه من أهم الأشياء عند دعوة شخص إلى الله الواحد الأحد أن نقوم باستخدام الطريقة العقلانية الحكيمة المنطقية.
- فنجد الدعاة من المسلمين يقومون بمجادلة غيرهم بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
- وكذلك بآيات من القرآن الكريم، كما كان سيدنا صالح عليه السلام يفعل مع قومه.
نرشح لك أيضا: قصة ناقة صالح عليه السلام