العالم سقراط
العالم سقراط، هو موضوعنا اليوم عبر موقع مقال maqall.net، فمَن منا لم يسبق له أن سمع اسم سقراط يتردد بين الحين والآخر، والجدل الذي كان يثيره بأفكاره ومبادئه، ذلك الفيلسوف الكلاسيكي.
والذي وضع علامة مميزة وعظيمة جدا في عالم الفلسفة والمنطق والتي لا زالت حتى اليوم يدرسها الطلاب في الجامعات والمرحلة الثانوية في بلاد الغرب والشرق.
محتويات المقال
نشأة وحياة سقراط
- كان مولد سقراط في أثينا ببلاد اليونان بالتحديد في عام 470 قبل الميلاد.
- كان والده يعمل نحات وبناء، وأمه كانت تعمل كقابلة، ولذلك السبب فقد تعلم تعليمًا أساسيًا فقط، كما علمه أباه حرفته في سن مبكر للغاية ومن ثم اتجه للفلسفة.
- وبالرغم من عدم وجود معلومات كثيرة عن سقراط سوى ما قام الطلاب بتسجيله مثل أفلاطون، إلا أن سقراط كان من أعظم الفلاسفة.
- كان له شخصية قوية لها تأثير شديد على طلابه في الفلسفة القديمة والحديثة، فقد كانت فلسفته مختلفة تدعو للتأمل والتمييز، وأخذ شهرة واسعة في فلسفة المعرفة والأخلاق.
- وقد كانت له فلسفة شهيرة مختصة بوجوب سعي الرجال نحو الذكاء، كما أنه يعد من أعظم الشخصيات التي طبقت كل مبادئها في الحياة.
- ولم يكن ليتنازل عن معتقداته مهما كلفه الأمر، حتى أنها تسببت في إنهاء حياته بالفعل.
- كانت مبادئه وآرائه الفلسفية تتناقل عبر تلامذته مثل زينوفون وأفلاطون، والذين كان لهم فضلا كبيرا في نشر فلسفته لجميع أنحاء العالم.
- كانت حياته الزوجية للأسف ليست ناجحة، ولهذا السبب كانت لديه أقوال واقتباسات عديدة حول الزواج، فقال: “احرص بكافة السبل على أن تتزوّج، فإن حصلت على زوجة جيدة أصبحت سعيدًا، وإن كانت زوجتك سيئة فستصبح فيلسوفًا!”.
- لقد كان لسقراط إيمان شديد بأن الفلسفة لديها قدرة عظيمة على توزيع الخير على كافة البشر، بالإضافة إلى إنه اتجه لتكوين نظام أخلاقي يعتمد على المنطق البشري.
- وذلك عن طريق التأكد من أن خيارات وقرارات البشر تنبع من توقهم للحصول على السعادة المطلقة، كما أن الحكمة ليست سوى نتيجة من الغوص في التفكير العميق بالذات.
- وقد كان سقراط عالمًا بمذاهب الفلاسفة من قبله، مثل هيراكليتوس وبارمينيدس وأناكساجوراس.
- ساهم طلابه في نشر بعضا من رسائله مثل: رؤية سقراط الشخصية والتي تحث الإنسان على الابتعاد عن الشهوات الدنيوية مثل: الملابس والجاه، تناول الطعام.
- والتطلع إلى البحث عن الذات، والتحري عن المعرفة والحكمة.
- بالإضافة إلى أنه تميز بمعارف عقليته الواسعة قبل إتمامه سن الأربعين، وحين ذاع صيته واشتهر بفلسفته أعلن رئيس دلفي وحاكمها بأنه أحكم وأذكى رجل في بلاد اليونان بأكملها.
- قد يبدو في البداية أن سكان أثينا معجبين بمقالات وآراء سقراط المتحدية للحكمة اليونانية التقليدية.
- إلا أنهم في النهاية شعروا بالتهديد والخطر من تغيير نمط حياتهم المعتادة والتي استمرت لأجيال.
- وحينما تبدل المناخ السياسي في اليونان، أصدر الحكم بالموت على سقراط بالسم في عام 399 قبل الميلاد.
- كانت شخصية سقراط وآرائه مثيرة للجدل والسخرية في بعض الأحيان، فسخرت منه الكثير من المسرحيات الكوميدية بالرغم من أنه لم يؤلف شيئًا أو يكتبه لنفسه.
اقرأ أيضا: من هو سقراط
فلسفة سقراط
- وضح سقراط بأن الإنسان قد يعتقد بأنه يمتلك من المعرفة ما يناظر به أي شخص آخر، دون أن يرى كمية الجهل الذي يمتلكه في حقيقة الأمر، كما اعترف بأنه يمتلك الجهل عكس باقي الناس.
- وقضى حياته في مناقشة التقوى وقضايا العدالة بين الشعوب، كما أنه لم يكترث للمناصب الإدارية العامة، لكن أولى اهتمامه نحو شؤونه الخاصة.
- وتميز بالشجاعة والجرأة في الحملات العسكرية وخاصة في الحرب البيلوبونيسية، مما تسبب له في كثير من الأعداء حوله.
- تتصف كتابات وأسلوب سقراط بالأسلوب السقراطي الذي يعد من أصل الأنظمة الغربية في كلا من الفلسفة والمنطقة وقد كانت الأمور حتى هنا بخير.
- إلى أن تغير الحكم السياسي في اليونان، حينها حُكم عليه بالموت عبر السم.
- احتوت فلسفته على تعليم الألغاز البلاغية والحيل للتملص من الدين.
- كما حاول سقراط أن ينشئ نظام أخلاقي أساسه العقل البشري وترك التفكير اللاهوتي، وأوضح أن الإنسان ينبغي عليه التفكير جيدًا في حياته ليري العالم بنظرة أعمق تختلف عن الآخرين.
- ويجب على الإنسان أيضا أن يسعى كي يعيش حياته مليئة بالأمن والطمأنينة.
الإرث السقراطي
- لقد كان سقراط أحد عظماء الفلاسفة والذي نال شهرة واسعة بفلسفته، ولذلك السبب فقد نسبته جميع مدارس الفلسفة الرومانية القديمة واليونانية بأنه أحد طلابها.
- كما تميز سقراط وتلامذته في الاجتهاد حول تفسير معاني العالم الخارجي وفهم القيمة الداخلية للمرء، حيث أن حياة سقراط اتصفت بضيق الحال وصعوبة المعيشة.
- وضح سقراط في فلسفته أن الحكمة المطلقة هي حصيلة معرفة الذات.
- فكلما كان المرء لديه محصلة علمية كبيرة كلما ارتفعت قدراته على التفكير الجيد والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة والتي ستأتي له بالسعادة والراحة.
كما يمكنكم التعرف على: بحث عن سقراط بالمراجع
سقراط والحب
- ذكر أفلاطون تلميذ سقراط، بأن سقراط كان قد قال: “منذ فترة طويلة تعلمت كل شيء من امرأة ذكية”.
- ومع كثرة البحث عن أصل الحقائق المذكورة عن سيرة سقراط التي كانت معروفة للمؤرخين إلا أن التأكد منها كان صعبا.
- ولذلك فقد أُطلق على المرأة التي أحبها سقراط اسم ديوتيما، والذي ظن العديد من المؤرخين والباحثين أنها كانت شخصية خيالية مؤقتة.
- إلا أن بعد البحث المجدي حول الأدلة التاريخية، وُجد أن تلك المرأة كانت شخصية حقيقية.
- لكن التدقيق في نص المحاورة والأدلة التاريخية ذات الصلة يشير إلى أن “ديوتيما” كانت شخصية حقيقية تمامًا، يُحتمل أنها تعرضت للإخفاء من قبل أفلاطون وهو يروي قصة سقراط ومحاورته.
- يغلب الظن على الكتاب الجديد أن تلك الشخصية ما هي إلا أسبازيا من ميليتوس، والتي قام أفلاطون بإعطائها لقب الفيلسوفة في لقاء منكسينوس السابق.
- تميزت أسبازيا بالجمال والذكاء الشديد، وبرغم أن المعلومات حولها تكاد تكون معدومة.
- إلا أنها اشتهرت بعلاقتها مع واحد من أكبر الساسة اليونانيين وأعظمهم وهو بريكليس، والذي كان يعد من أشهر أعضاء حكومة أثينا لفترة لا تقل عن ثلاثين عامًا.
- كما تعد المفاهيم التي تنتسب في المحاورة إلى ديوتيما رئيسية في فلسفة سقراط، كما أنها تتناسب مع شكل الحياة الزاهدة التي كان يعيشها.
- وتشير هذه المفاهيم أن العالم المادي يجب أن يتنحى جانبًا ويترك المجال للمثل العليا، بالإضافة إلا أن إذكاء الروح هو الواحد والأهم من إرضاء الجسد ورغباته.
نهاية الفيلسوف سقراط
- كانت فلسفة سقراط معارضة لسياسة بلده ومعتقداتها، مما أدى إلى الحكم عليه بالموت.
- لكن كان القانون في أثينا يتيح للمواطن الصادر له حكم الإعدام اختيار عقابًا آخر غير الحكم الصادر، وقد كان هذا الأمر متاحًا لسقراط.
- إلا أن سقراط اقترح أن تقوم المدينة بتكريمه على مجمل أعماله، مثل مساعدته في تنوير الشعب بل والدفع له مقابل خدماته.
- فاستنكرت هيئة المحلفين بما قاله ولم تقبل بالأمر بتاتًا وأصدرت حكمًا عليه بالموت عبر تناول مزيج من نبتة الشوكران الأبقع المسمومة.
- تأثر العديد من الأشخاص بإصدار الحكم وقد كان حينها يبلغ السبعين من عمره.
- وقد كان هناك بعض الحلفاء لسقراط المقربين له اقترحوا عليه بإعطاء رشوة إلى حراس السجن لإنقاذه، ثم تهريبه خارج البلاد ونفيه.
- فقوبل هذا العرض بالرفض من سقراط بشدة، فكان يفضل مواجهة مصيره المحتوم قائلا أنه لا يخاف الموت، كما إنه ليس هناك اختلاف ما بين الموت والمنفى.
- كما أضاف سقراط أنه مواطنًا أثينيا مخلص لبلاده ومتقبل لكل قوانينها الصادرة بحقه حتى التي أصدرت حكمًا عليه بالموت.
- وقام أفلاطون بوصف سقراط في آخر لحظات حياته، أنه تناول خليط الشوكران السام دون لحظة تردد أو ندم.
- ثم بدأ السم في الانتشار بجسده وشعر بالتخدير تدريجيًا في كل أنحاء جسده حتى وصل السم إلى قلبه.
- وحين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ذكر سقراط بأن الموت عبارة عن تحرر الروح من الجسد.
كما يمكنكم الاطلاع على: بارمنيدس (فيلسوف يوناني)
وصلنا إلى نهاية مقالنا عن العالم سقراط، والذي وضحنا فيه كافة المعلومات المتعلقة بحياته قبل أن يصبح فيلسوف.
كما ذكرنا آرائه في الحب والحياة، وذكرنا بعضًا من فلسفته وأقواله وإنجازاته، نتمنى أن ينال المقال إعجابكم.