زهد الفضيل بن عياض
زهد الفضيل بن عياض من الأشياء الواضحة في ملامح شخصيته، فكان مشهورًا بورعه، وزهده في الدنيا وتعبده، وله مواقف تبين تلك الصفة به.
حتى أنه كان يرى أن الإيمان لا يكتمل في قلب الإنسان إلا إذا زهد في الدنيا، وقنع بما لديه، ولم يتطلع لما في يد غيره، ومن خلال موقع maqall.net سنتحدث عن ذلك العالم الزاهد.
محتويات المقال
زهد الفضيل بن عياض
سنتحدث فيما يلي عن زهد الفضيل بن عياض، وما نقل عن ملامح شخصيته:
- نقل عن الفضيل بن عياض عدة قصص توضح مدى زهده في الدنيا، وما تحتويه من زخرف زائل.
- فقد كان شغله الشاغل في حياته هو التعبد لله والتقرب منه، والدعوة إلى الدين الإسلامي، وإلى طريق الله.
- وكان من أقواله عن الزهد: “لا يسلم قلبك حتى لا تبالي من كل الدنيا”.
- وكان يكره ما يفعله بعض العلماء من التردد على الحكام والسلاطين، ويوبخهم على ذلك الفعل الذي يذل النفس، ويهين العلم، ويصعب معه قول الحق بدون أن يخشى أحد.
شاهد أيضا: أهم أعمال هارون الرشيد
مواقف تدل على زهد الفضيل
تعكس المواقف غالبًا ما بالنفس من صفات، وفيما يلي موقف يعكس زهد الفضيل:
- يروى أن الفضيل ذات مرة دخل مجلسًا، وكان حاضرًا به هارون الرشيد، ولم يكن يعرفه فسأل من منهم أمير المؤمنين فدلوه عليه.
- فسأله:” أنت الذي تقلدت أمر هذه الرعية في عنقك! وقال له:” لقد تقلدت أمرًا عظيمًا، ثم قال له موعظة بها بلاغة حتى بكى هارون الرشيد.
- ووضع أمير المؤمنين كيسًا به نقود أمام الحضور فأخذوه إلى الفضيل.
- وكان من الحاضرين سفيان بن عيينة وعندما أنبه على ذلك قائلًا: لو أنك أخذت المال يا أبا علي فأنفقته على الفقراء والمحتاجين”.
- فرد عليه متسائلًا: “أنت تقول هذا الكلام يا أبا محمد وأنت فقيه البلد! والله لو طابت لأولئك لطابت لي”.
- ويقال بأن الفضيل كان عند ذكره لله تعالى تصيبه حالة من الورع والخوف من الله، ويبدأ في البكاء بدموع غزيرة.
- وكان عند ذهابه لجنازة يوعظ الناس، ويذكرهم بالآخرة ويذكرهم بعذاب الله، ويخوفهم منه.
- وعند جلوسه في القبور كان يبكي وهو صامت.
أقوال الفضيل في الزهد
نقل عن الفضيل بين عياض أقوال تدل على مدى زهده، وحثه للناس على ذلك، وفيما يلي بعض تلك الأقوال:
- “المؤمن في الدُّنيا مهمومٌ حزين، هَمُّه مرمة جهازِه، ومن كان في الدُّنيا كذلك، فلا همَّ له إلا التزوُّد بما ينفعُه عند العودة إلى وطنه، فلا يُنافس أهل البلد الَّذي هو غريبٌ بينهم في عزِّهم، ولا يجزع من الذُّل عندهم”.
- “جعلَ الله الشرَّ كلَّه في بيت، وجعل مفتاحه حبَّ الدُّنيا، وجعل الخير كلَّه في بيت، وجعل مفاتِحَه الزُّهد في الدنيا”.
- “ما لكم وللملوك؟ ما أعظم مِنَّتَهم عليكم! قد تركوا لكم طريق الآخرة، فاركبوا طريق الآخرة، ولكن لا ترضون؛ تبيعونهم بالدُّنيا، ثم تُزاحمونهم على الدُّنيا، ما ينبغي لعالِم أن يفعل هذا”.
- “لو أن الدُّنيا بحذافيرها عُرِضت عليَّ حلالاً، لا أُحاسَب بها في الآخرة لكُنت أتقذَّرها كما يتقذَّر أحدُكم الجيفةَ إذا مرَّ بها؛ أن تُصِيب ثوبَه”.
أقوال تنسب للفضيل
سنذكر فيما يلي بعض أقوال، ونصائح الفضيل بن عياض:
- من طلب أخا بلا عيب صار بلا أخ.
- إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك الله.
- كفى بالله محبًا وبالقرآن مؤنسًا وبالموت واعظًا.
- التواضع أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبل الحق من كل من تسمعه له.
- أحسن العمل أخلصه وأصوبه والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة يعني على الطريقة المشروعة المرضية عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- خصلتان تقسيان القلب كثرة النوم وكثرة الأكل.
- بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.
اقرأ أيضا: عبد الحميد بن باديس (مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)
التعريف بالفضيل بن عياض
سنذكر فيما يلي لمحة مختصرة عن الفضيل بن عياض:
- اسمه بالكامل هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بِشر التميمي اليربوعي الخراساني.
- كنيته: أبو علي.
- لقبه: المجاور بحرم الله.
- ولد في سمرقند، وعاش في أبيورد بالخراسان.
- هو من أعلام السلف.
- وقد وقف في وجه البدع وحارب انتشارها.
- ويرجع السبب في هذا اللقب أنه عندما تاب قرر أن يجاور الحرم في مكة المكرمة، وظل به ما بقى من عمره.
- وظل تقيًا ورعًا زاهدًا في الدنيا متقربًا للمولى عز وجل بالعبادات إلى أن توفى سنة مائة وسبعة وثمانين هجريًا بمكة المكرمة.
- قال عنه الذهبي واصفًا إياه: “الإمام، القدوة، الثبت، شيخ الإسلام”.
شيوخه
تعلم الفضيل على يد الكثير من الشيوخ، ومنهم ما يلي:
- الأعمش.
- أبو إسحاق الشيباني.
- يحيي بن سعيد الأنصاري.
- مجالد.
- جعفر الصادق.
تلاميذه
- يحيي بن سعيد القطان.
- ابن المبارك.
- سفيان بن عيينة.
- عبدالرازق.
- الشافعي.
- الأصمعي.
- عبدالصمد بن مردويه.
قصة توبة الفضيل بين غياض
سنذكر فيما يلي الموقف الذي تسبب في توبة الفضيل بن غياض وحوله من قاطع طرق، لمجاور للبيت الحرام حتى وفاته:
- يقال بأن الفضيل بن عياض كان قديمًا من قطاع الطرق.
- وفي يوم كان يقصد بيت جارية يحبها سمع أحد الأشخاص يتلو القرآن الكريم وبالأخص آية: “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ”.
- وقد أثرت به بشدة وقال:” بلي يارب قد آن”، وقرر أن يتوب وأن يظل مجاورًا لبيت الله الحرام في مكة حتى يموت.
شاهد من هنا: أجمل أقوال الفضيل بن عياض للملك هارون الرشيد