سعيد عبد السلام سحنون
سعيد عبد السلام سحنون هو فقيه تابع للمذهب المالكي، وهو من رواد هذا المذهب، وقد ساهم في نشره في جميع دول المغرب العربي، وفي هذا الموضوع سنتعرف على هذا الإمام سحنون، وسنذكر نبذة عن نشأته، وسنوضح أهم أعماله.
محتويات المقال
سعيد عبد السلام سحنون
- الإمام سحنون هو فقيه تابع للمذهب المالكي، والاسم الكامل له “أبو سعيد عبدالسلام بن سعيد ين حبيب التنوخي القيرواني”، وهو من مواليد الدولة التونسية في إفريقيا، وهو من أصول سورية حيث كانت عائلته تعيش بمدينة حمص، لكنه ولد عام مائة وستين هجريًا في مدينة قيروان.
- تميز سعيد عبد السلام سحنون بالصفات الحميدة والفضيلة، وكان زاهدًا وورعًا وجليلًا، وكان مشهورًا باسم “الإمام سحنون”، ويعتقد أن سحنون من الطيور التي تعيش داخل الأراضي المغربية ويتميز بحاسة النظر القوية.
- هناك أقاويل تفيد بأن الإمام سعيد كان متعففًا وعزيز النفس لا يرضى بقبول الأموال من الحاكم، كما كان يتصف قلبه باللين، وتتصف شخصيته بالتواضع وحسن الأخلاق والأدب.
- وكانت دموعه قريبة وغزيرة، لا يكره أو يبغض أحد، ولكنه كان غليظًا على المخالفين لسنة الله ورسوله التابعي لأي طائفة أو ملة، وكان قوي لا يخاف شديدهم أو قويهم، حتى أجمع الناس عليه ومنحوه لقب الإمام.
- كان سعيد عبد السلام سحنون شديد الإيمان، ولديه من الفقه والعلم ما لم يمتلك غيره في عصره، ولذلك تكلم عنه أبو زيد بن أبي الغمر حيث قال: “لم يقدم علينا أفقه من سحنون”، وتكلم عنه يونس بن عبد الأعلى حيث قال: “أنه سيد أهل المغرب”.
شاهد أيضا: محمد بن سحنون (فقيه مالكي)
نشأة سعيد عبد السلام سحنون
- تربى سعيد في مدينة القيروان، وتعرف فيها الكثير من العلوم على أيدي أفضل الشيوخ والفقهاء مثل أبي خارجة، وعلي بن زياد، وابن غانم، وغيرهم.
- كما سافر للعديد من الدول لطلب العلم، فتوجه خلال سنة مائة وثمانية وثمانين للدولة المصرية وعاصر الإمام مالك، وأيضا سافر إلى السعودية، وكان معروفًا بحفظ العلم وحبه له، وفقه الديني، وكان ورعًا زاهدًا في الدنيا.
- بعد أن حصل سعيد عبد السلام على العلم خلال سفره للدول المختلفة رجع مرة أخرى لمدينة القيروان، وكان ذلك خلال عام مائة وواحد وتسعين هجريًا.
- وكان المذهب المالكي في هذا الوقت لا يعرفه الكثيرين في الدول الإفريقية، ولذلك أصر على نشر أصوله، حتى أصبح مذهبًا فقهيًا شهيرًا فيها وفي البلدان الأندلسية أيضا.
- وخلال عام مائتي وأربعة وثلاثين هجريًا الموافق عام ثمانمائة وثمانية وأربعين ميلاديًا تم تعيينه كقاضي في القيروان، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته.
- وبالجدير ذكره أن سعيد عبد السلام سحنون هو من وضع القواعد الفقهية المدنية ورسخها في الدول المغربية والإفريقية.
- كما أن له الفضل في تأسيس العلوم الفقهية لمذهب ابن مالك في هذه الدول، وذلك نتيجة لعلمه الواسع وذكائه المفرط وأفكاره المستقلة.
- كان طالبي العلم من الدولة المغربية أو الدول المختلفة يصرون على حضور دروس العلم للإمام السحنون، وكانت حلقة العلم لهذا الإمام تتعدى 400 متعلم، وهي أكبر حلقات العلم في عصره.
قد يهمك: بحث حول المذهب المالكي
إنجازات سعيد عبد السلام سحنون
- كان سعيد عبد السلام سحنون مشهورًا بدرجة كبيرة في العديد من الدول العربية والإفريقية، ولذلك تم تعيينه في المنصب القضائي في قيروان خلال عام مائتي وأربعة وثلاثين هجريًا.
- وتمكن من خلال عمله بالقضاء من الفصل بين الناس، وكان متميزًا في هذا الأمر، كما أُسند إليه وضع التشريعات والقواعد للعمل بها في المنشآت القضائية.
ومن أهم إنجازات سعيد عبد السلام سحنون ما يلي:
- وضع دستور جميع فيه أغلب الأمور الخاصة بالسوق من أحكام ومبادئ.
- نظم تخص القضاة، وشهادة الشهود.
- نظم تخص التعليم بالمرحلة الابتدائية.
- نظم تخص توظيف الأئمة بالمساجد وخطبائها.
مؤلفات وأقوال سعيد عبد السلام سحنون
- خلال رحلة الإمام السحنون العلمية استطاع تأليف الكثير من الكتب المهمة، ومن هذه الكتب “المدونة الكبرى”، وهو كتاب دونّ فيه العديد من الأمور الفقهية المرتبطة بالمذهب المالكي.
- كما أن له أقوال عديدة خّلدها المؤرخين، وحتى الآن يوجد الكثير من الناس يرددون أقواله في بلدته، خصوصًا عند وفاة أي فرد منهم.
- فإذا أرادوا نشر خبر الوفاة ووقت ومكان الدفن فإنهم يقولون في البداية عبارة من عباراته ثم يعلنون الوفاة.
وتتمثل أقوال سعيد عبد السلام سحنون التي يقولونها في هذه الوقت في السطور التالية:
- سبحان من لا ينقضي دوامه.
- سبحان من هذه أحكامه.
- سبحان من عنده مفاتح الغيب وهو علامة.
- يا ذوي العقول والألباب.
- والفضل والآداب.
- وخير أمة أنزل على نبيها الكتاب.
- من أراد منكم الأجر والثواب.
- فليحضر الصلاة على “يذكر اسم المتوفي” ابن المنعم المرحوم “ويذكرون الاسم”، يُصلى عليه عند “اسم الفرض من الصلاة”.
- الموت بيل لابد منه سبحان الحي الدائم الباقي بعد فناء خلقه.
- مقبور بحومة “كذا” قرب “كذا”.
- الله يصيبكم .. الله يأجركم .. الله يرحم الوالدين.
اخترنا لك: ابن وهب
وفاة سعيد عبد السلام سحنون
كانت وفاة سعيد عبد السلام سحنون خلال سنة مائتي وأربعين هجريًا، وتم دفته بالقيروان، حيث مكان ولادته، وتم وضع جثمانه في ضريح معروف لجميع السكان بالمدينة، وموجود في مكانه إلى الآن، ومعروف باسم “قرب سيدي سحنون”.
في نهاية الموضوع وعلى موقع مقال Mqall.org وبعد أن تعرفنا على سعيد عبد السلام سحنون، وتحدثنا عن نشأة الأمام السحنون، وذكرنا أهم إنجازاته وأعماله وأقواله، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.