مظاهر الوسطية في الإسلام
الوسطية أو المنهج المتوسط في الإسلام هي تحقيق التوازن بين جهتين لهم أراء مختلفة بحيث يحدث التوافق بينهما والاتفاق على رأي واحد.
حتى لا تكون السيادة لرأي على الأخر، وهناك أمثلة كثيرة لذلك مثل طوائف الفردية والجماعية، والمؤمنين بالواقع وفي مقابلهم المثاليين وغيرهم، وفي هذا المقال سنذكر مظاهر الوسطية في الإسلام.
محتويات المقال
قدرة الإنسان على إقامة الوسطية
- إن كل أمر يسعى الإنسان في تحقيق التوازن فيه، لا يخلو من التقصير، وذلك يرجع إلى قدرته المحدودة في إعطاء كل أمر حقه، لتدخل ميوله ورغباته الشخصية.
- والظروف المحيطة به، ولا يوجد نظام أو منهج يضعه الإنسان لا يحتوي على قصور أو زيادة عن الحاجة، فالواضع للمنهج السليم الخالي من التقصير.
- أو الزيادة هو الله سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته فهو القائل سبحانه “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. فالأمر الذي من صنع الله هو الوحيد الذي يحقق المثالية والتوسط.
اقرأ أيضا: نظرة الإسلام للحوار
مظاهر الوسطية في الإسلام
لما كانت تحمله الوسطية من فضائل، فلابد أن تظهر في كل نواحي الإسلام، بشكل واقعي وعملي، وتظهر كذلك في تشريعاته.
وسطية الإسلام في العقيدة
- لما دعي الإسلام إلى إقامة عباداته اتخذ المنهج الوسطي، فليس الأمر قاصرًا على تأدية الشعائر فقط من صلاه وصوم وغيرها.
- كما تدعو بعض الأديان وليس تفريط بالكلية في الجانب التعبدي واتباع منهج الأخلاق والاهتمام بها.
- إنما اهتم الإسلام بالجانبين الديني التعبدي وإقامة الشعائر والعبادات لله كما يجب أن تكون.
- والجانب الدنيوي من طرق معاملات والأخلاقيات ونشرها والجانب الإنساني بالطبع، فنادي الله سبحانه بإقامة العبادة كالصلاة ثم السعي الدنيوي لطلب الرزق.
وسطية الإسلام في الأخلاق
- من الطوائف من وضع لإنسان وأخلاقه محل المثالية فعليه أن يكون ذو أخلاق عالية ليس بها نقص أو فروق ويحمل كل من المبادئ والقيم المثلى دون وجود خطأ أو ميل.
- ومنهم من جعل الإنسان مجرد من الأخلاق مثله مثل المخلوقات التي لم يكرمها الله بالعقل كالحيوان فيتصف بصفاتها من الهمجية واتباع غرائزه.
- ولكن الإسلام كان هو الجامع لكلا المنهجين في توسط بين هذه الصفات وتلك، فجعل له من القيم والمبادئ الأخلاقية مع ما يتماشى مع غرائزه وميوله.
- فهو يحمل ما يستهد به للقاء الله عز وجل من الوجهين الخلق السليم وعبادة الله المخلصة.
كما أدعوك للتعرف على: قيمة العمل في الإسلام
الوسطية في التعامل بين الفرد والمجتمع
- تناقضت المذاهب والفرق من القديم على أصل التكوين الفرد أولا ثم كون المجتمعات أم المجتمع أولًا ثم خرج منه الفرد، وكل فكر سواء يؤمن بالفرد أولًا فهو يجعل له الأولوية في أن يفضل نفسه.
- ويعمل على كل ما يريحه وإن كان بطريقة غير مشروعة ذلك على حساب المجتمع، ومنهم من جعل الأولوية للمجتمع وتقديم مصلحته، جاءت بعض الفلسفات تقيد تعمل الفرد وتمنع عنه بعض الحقوق.
- وبذلك تكون المصلحة الأولى هي المجتمع، وهي كلها من صنع البشر على حسب أهوائهم، ولكن كان موقف الإسلام على العكس فقد راعي سمة الفردية الغالبة في الإنسان وسعيه لتحقيق ذاته.
الوسطية في الدعوة إلى الله
- فإن الدعوة إلى الله عز وجل تكون على أساس الرفق واللين وعدم التشدد، وبالتأكيد على استخدام الحكمة وكل مظاهر الوسطية في الإسلام في إقناع عقول الناس بمنهج الفطرة السليم وهو الإسلام.
- وجعل المعارضين للدين الإسلام خاضعين له بالعقل وبالمنطق وبالحجة.
الوسطية في الشريعة
- في الشريعة الإسلامية، تعبر مظاهر الوسطية عن التوازن والاعتدال في التشريعات والقوانين التي وضعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فالشريعة الإسلامية تحث على التوازن بين العبادة والمعاملات، وبين الحقوق والواجبات، وتنظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بطريقة تضمن العدالة والمساواة.
كما يمكنكم الاطلاع على: تعريف التربية الإسلامية