مظاهر عدل الله تعالى
مظاهر عدل الله تعالى تتجلى في كل ما خلق، فالعدل من أسمى المعاني والقيم التي تحكم البشرية، فهو عنوان دوام الأمم وصلاح البشرية، ولذلك العدل اسم من أسماء الله الحسنى.
ولقد أمر الله عباده بالعدل كما هو سبحانه عادل، ونحن سنتحدث عن مظاهر هذا العدل بشكل تفصيلي في مقالنا الحصري عبر موقع maqall.net.
محتويات المقال
مظاهر عدل الله تعالى
عند التأمل في خلق الله وبديع ما صنع، نرى مظاهر العدل في كل مكان وزمان، ومن هذه المظاهر ما يلي:
- ساوى الله بين خلقه أجمعين فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
- لا فرق بين إنسان وإنسان في اللون أو الجنس أو العرق.
- أرسل الله الرسل والأنبياء إلى الأمم، وهذا من مظاهر عدله، فبهم اهتدى الناس لشرع الله ولرسالته السماوية.
- لولا الأنبياء الذين أرسلهم الله ما كانت طريقة تواصل بين الله وعباده.
- مظاهر عدل الله ذكرت في الكثير من آيات الذكر الحكيم، فقال تعالى وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ).
- عدل الله يتجلى في الشرائع السماوية التي تشكل الدستور الرباني الذي ينظم العلاقات بين الناس بعضهم البعض وبين الناس وربهم.
- يتجلى عدل الله في أبهى صورة عندما يرسل الأنبياء يوم القيامة لأهل الفترة لاختبار إيمانهم، وأهل الفترة عن الناس الذين لم تصلهم دعوة الله في الدنيا.
شاهد أيضا: مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته
ما هو المقصود بالعدل؟
العدل ضد الجور، وفيما يلي تعريف شامل لمعنى العدل:
- العدل هو القصد من الأمور.
- والعدل في الاصطلاح يعني الاستقامة وفق طريق الحق.
- كذلك العدل يعني استعمال الأمور في المواضيع والمقادير من غير تقصير أو إسراف.
- صفة من صفات الله تعالى العدل، ولقد سمى نفسه بتلك الصفة، ولقد وضع الله منهاج ونواميس الكون على أساس العدل.
- أرسل الله رسله بالعدل للبشر في أرجاء المعمورة، وعلى رأسهم سيد خلق الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذي كانت رسالته منارة عدل لكل البشرية.
اقرأ أيضا: تقرير عن العدل في الإسلام
عدل الله المطلق
عدل الله سبحانه وتعالى مطلق، فلا عدل يساوي عدل الله، ومن ضمن صور عدل الله المطلق ما يلي:
- التفاضل في وهب الرزق، فالرزق مظهر من مظاهر عدل الله، فلا يمكن أن يساوي الله بين المجتهد والكسول.
- لو تصورنا أن المجتهد الذي يكد في عمله ويتعب من أجل أن ينال الرزق، مثله مثل المتكل الذي يعيش عالة على الناس، بذلك يكون هناك غياب للعدل، وهذا أبعد ما يكون عن الله سبحانه وتعالى.
- كذلك يتجلى عدل الله المطلق في عظم تعذيبه للعباد طالما يستغفرونه، فالتعذيب يكون بعد إصرارهم على الشرك وعلى المعاصي، فالله يمهل العباد الفرصة لعلهم يرجعون عن الذنوب.
- الله عادل ولا يعاقب عبد بذنب عبد، فمن عمل فعل سيء عاقبه الله عليه وحده يوم القيامة.
- الله جهز لعباده ميزان يوم القيامة توزن به أفعال العباد، فلا يظلم أحدا، فمثقال حبة الخردل من أفعال العبد توزن ويحاسب عليها.
فضائل العدل الإلهي للمجتمع الإنساني
مظاهر عدل الله تعالى في الكون يترتب عنها مجموعة من الفضائل التي تنعكس بالإيجاب على المجتمع الإنساني، ومنها ما يلي:
- انتشار الأمان في شتى أنحاء البلاد وانتشار الأمن، والشعور بالطمأنينة الجماعية.
- القضاء على الكثير من المشكلات، لأن الظلم يولد الضغائن، لكن العدل يولد التسامح.
- حلول الخير والبركة على البلاد، فالله سبحانه وتعالى يبارك في الأمة التي تطبق العدل، ويفيض عليها من خيره وبركاته.
- الظلم هو أساس كل حرمان ونقصان، والله يقيم الدول الكافرة لو كانت عادلة، ويمحي الأمم المؤمنة لو كانت ظالمة.
- اتخاذ العدل منهج في الحياة يجعل الإنسان صالح محبوب.
- يمكن القول أن فضيلة العدل هي الفضيلة الأساسية التي تقوم بها الأمم، ومن دونها لا يمكن أن تستقر أحوال البلاد والعباد.
عدل الله في خلق الإنسان بأحسن صورة
ومن مظاهر عدل الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة، حيث:
- يقول الله تعالى في كتابه الحكيم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
- العدل الإلهي يظهر هنا في أوضح صوره، فخلق الإنسان في أحسن تقويم يساعده على القيام بكافة الأمور والتكاليف الشرعية.
- جميع جوارح الإنسان وكل حواسه تتعلق بالواجبات، ولقد كلف الله الإنسان بتعمير الكون وفق مبادئ العدل التي وضعها بداخله.
- لا عدل مطلق سوى عدل الله الذي خلق به الكائنات الحية، أما عدل الإنسان فهو نسبي.
عدل الله في تخيير الإنسان
من الأسئلة التي شغلت بال البشر لقرون طويلة، هل الإنسان مسير أو مخير؟! ووفق عدل الله سبحانه وتعالى فالإنسان بالطبع مخير، حيث:
- الله تعالى لا يجبر العبد على فعل أمر دون أخر، ولكن هو علام الغيوب، ويعلم مع سوف يفعله العبد، وهذا لا يتعارض من حرية الاختيار.
- الإنسان مخير في الأمور التي كلفها بها الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك وجود الأمر والنهي في آيات القرآن الكريم، مما يدل على حرية الاختيار بين الضدين.
- الله أعطى الإنسان حرية الاختيار بين طريقي الخير أو الشر، وفي ذلك تتجلى مظاهر العدل الإلهي المطلق.
شاهد من هنا: أهمية العدل